يبدو أن بعض المنابر الصحفية التي كان لها فضل كبير وتاريخ مشرق في الدفاع عن قيم المغاربة قد فقدت بوصلتها تماما، وبدأت تساير وتنخرط ربما من غير وعي في مشاريع الغير إلى درجة نسيان هويتها الأصلية ومعاكسة أدبياتها التأسيسية. إذ كيف يليق بمن ينتسب إلى علامة المغرب علال الفاسي رحمه الله الذي قال بنص العبارة في كتابه النقد الذاتي عن الدولة المغربية لقد كان واجبا أن تحرم الخمر تحريما باتا على جميع سكان البلاد، إذ لا معنى للتسامح مع الجانب في عدم تطبيق قانون الدولة في بلادها؛ كيف يليق بمن تربى على مثل هذه الأدبيات أن يعتبر فتوى الريسوني بتحريم التسوق من متاجر تبيع الخمر،توزيعا لصكوك غفران على متاجر دون أخرى. لقد مات علال الفاسي رحمه الله، لكن كتابه في النقد الذاتي مايزال حيا، ومايزال شاهدا على الأوفياء في معركة الدفاع عن القيم، وأيضا على من فقد بوصلته وصار يعاكس أصوله وتراثه.