أعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عن انضمام نحو 100 عنصر جديد عادوا من العراق إلى صفوف التنظيم الذي ينشط في منطقة الصحراء الكبرى بحسب مصادر إعلامية في وقت تزايدت فيه، خلال الشهور الأخيرة، عمليات الاختطاف التي استهدفت سياحا غربيين، انطلاقا من دول مثل مالي وموريتانيا والنيجر، بينما تراجعت العمليات التي كانت تستهدف مواقع عسكرية وأمنية في المدن الجزائرية الكبرى. وتطرح عودة هؤلاء الناشطين تساؤلات حول مدى خطورتهم على الاستقرار في دول شمال افريقيا. وقال محمد ضريف، الباحث في الحركات الإسلامية، إن عودة المجندين المغاربيين يحتمل أن يكونوا قد انضموا إلى القاعدة بعد تعذر وصولهم إلى العراق، لشدة المراقبة الأمنية والاستخباراتية في سوريا والدول المجاورة للعراق، مضيفا أن بيان تنظيم القاعدة الذي تحدث عن انضمام العشرات إليه لم يحدد كيف عادوا من العراق، مما يدعو إلى التحقق من الأمر من مصدر مستقل. وأبرز ضريف أن القاعدة بدأت تستخدم عملية المناولة مع تنظيمات قريبة منها، تدفعها إلى اختطاف سياح أجانب مقابل مبالغ مالية، وأكد المتحدث أنه لا يمكن القول أن التنظيم يختطف للحصول على أموال، بل هو من يدفع الأموال، وقال إن الغاية من ذلك هي الاستثمار السياسي لصورتها في الإعلام العالمي. ويرى مراقبون أن نشاط القاعدة في المغرب الإسلامي اتجه صوب الدول الإفريقية الأربعة: مالي وموريتانيا والنيجر وبوركينافاسو، بالنظر إلى ضعفها الشديد عسكريا وأمنيا، حيث جرى بها اختطاف ستة أجانب سنة ,2009 بينهم من أعدم مثل الرهينة البريطاني، ومنهم من لا يزال قيد مفاوضات من أجل فديتهم، وتشير المعطيات إلى أن دولهم، وهي فرنسا واسبانيا وإيطاليا، تحاول التفاوض مع القاعدة من أجل إطلاق سراحهم، بالرغم من إقرار الأممالمتحدة، أخيرا، قرارا يجرم دفع الفدية للتنظيم أو حتى التفاوض معه. من جهة أخرى، استبعد محمد ضريف أن يكون لعودة المجندين إلى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي أي تهديد على المملكة المغربية، لكنه أكد أن المخاطر ستكون على الجزائر خاصة، وأكد أن كل المعطيات تشير إلى أن ثمة صعوبات كبيرة في اختراق المغرب، الذي اعتمد سياسة أخرى، غير المقاربة العسكرية التي تعتمدها مالي والينجر مثلا، وأضاف أن مشاركة المغرب في الحرب على الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء مستمرة منذ ،2001 لكنه يعتمد مقاربة استخباراتية وليست عسكرية، ويعتبر أن الحرب على الإرهاب عالميا هي حرب على المعلومة أولا. يذكر أن تنظيم القاعدة قام بعدة عمليات خلال سنة ،2009 منها اختطاف وإعدام الرهينة البريطاني ف ماي الماضي، وشن حملات إعلامية ضد فرنسا، خلال شهر يونيو، بوصفها أم الشرور في منطقة المغرب العربي، كما استهدف سفارتها بهجوم فاشل في نواكشوط بعد شهر من ذلك، ونظمت مالي حملة عسكرية ضده في يوليوز من السنة نفسها، ثم حاولت الدول الاربع وهي مالي والجزائر وموريتانيا والنيجر تنظيم حملة مشتركة في شتنبر الماضي، وردّ التنظيم نفسه على كل ذلك باختطاف ثلاثة سياح اسبان شمال موريتانيا، واختطاف آخرين في مالي والنيجر.