استجابة لنداء التنظيمات الإسلامية بالمغرب (حركة التوحيد والإصلاح، جماعة العدل والإحسان، الحركة من أجل الأمة، نادي الفكر الإسلامي)، نظم آلاف المغاربة، مساء يوم الجمعة الماضي، على صعيد واحد وقفات احتجاجية أمام قبة البرلمان بالرباط وأمام القنصلية الأمريكيةبالدارالبيضاء وفي أماكن أخرى بمختلف المدن المغربية، تنديدا بتدنيس جنود أمريكيين للمصحف الكريم. وارتفعت حناجر الشرفاء من مختلف مكونات الشعب المغربي، المدنية والسياسية والاجتماعية، بشعارات تستنكر حادثة تدنيس المصحف الكريم. وجاءت الوقفات لتؤكد على وحدة المغاربة في الدفاع عن هويتهم وقوة ارتباط مشاعرهم بكتابهم، مطالبة الإدارة الأمريكية بتقديم اعتذار رسمي للمسلمين، وإجراء تحقيق دولي في هذه الجريمة، وتقديم المسؤولين لمحاكمة دولية، كما دعوا الحكومة والبرلمان والمجالس العلمية والعلماء بالمغرب إلى اتخاذ موقف رسمي ضد هذه الانتهاكات. ففي مدينة الدارالبيضاء، رفع أكثر من 6 آلاف متظاهر أمام القنصلية الأمريكية شعارات منددة من قبيل: قرآننا في العيون، عهد الله لن نخون، بالروح، بالدم نفديك يا قرآن، يكفينا يكفينا، يكفينا من الطغيان أمريكا أمريكا عدوة القرآن. وحمل المحتجون، من هيآت سياسية ولجنة العمل لمساندة الشعبين العراقي والفلسطيني وبعض أفراد الجالية المغربية بالخارج، مصاحف ومجسمات كبيرة للقرآن الكريم ولافتات كتبت باللغتين العربية والإنجليزية تستنكر ما فعلته مجموعة من الجنود والمحققين الأمريكيين تجاه كتاب الله. ودعا المشاركون في وقفة الرباط، التي استمرت قرابة ساعتين وغاب عنها قياديو الأحزاب السياسية باستثناء حزب العدالة والتنمية، الحكومة المغربية إلى التعبير عن استنكارها لتدنيس القرآن باعتباره استخفافا بالأمة الإسلامية. وطالبوا القوى الحية، المدنية والسياسية والعلمية بالمغرب، إلى التعبير عن استنكارها للأعمال المشينة التي تنال من حرمة القرآن الكريم ومن كرامة المسلمين واعتبر البيان الختامي الصادر عن وقفة الرباط اقتراف الجنود الأمريكيين لهذا التدنيس غيضا من فيض من عمليات استهداف الإسلام وإبعاد الناس عن القرآن، محملا الإدارة الأمريكية مسؤولية ذلك، وداعيا في الآن نفسه إلى إجراء تحقيق دولي في الموضوع وتقديم المنفذين إلى محكمة دولية باعتبار العمليات تمثل خرقا للقوانين الدولية (أنظر نص البيان في ذات الصفحة). وتصدر وقفة الرباط قياديون بالتنظيمات الإسلامية الداعية للوقفة وفعاليات مدنية أخرى، مرددين شعارات مثل: القرآن كتابنا واللي دنسوا عدونا،لا تدنيس ولا تحريف للمصحف الشريف، سحقا سحقا بالأقدام لجنود الأمريكان. وطالبت شعارات أخرى الحكومة بالدفاع عن القرآن مثلالقرآن يدنس والحكومة فالنعاس وأخرى رافضة للإرهاب الأمريكي مثليا بوش يا ملعون القرآن فالعيون، رفضنا الجماعي للإرهاب الأمريكي وأكدت تصريحات مختلف مكونات المجتمع المغربي وقوفها بالدارالبيضاءوالرباط وبعض المدن المغربية، نيابة عن باقي المغاربة، استنكارها لما تعرض له القرآن الكريم. وصرح مولاي عمر بن حماد، عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، في تصريح ل"التجديد"، أن هذه الوقفة الشعبية الجماهيرية المفتوحة تمثل مظهرا من مظاهر الوعي والنضج الذي قد لا ننتبه إليه إلا في مثل هذه المحطات، وموقفا راشدا للداعين لها، مهيبا بالجميع أن ينخرطوا في الدفاع عن كتاب الله عز وجل. ونبه إدريس هلال، المسؤول الجهوي لحركة التوحيد والإصلاح بجهة الدارالبيضاء، على أن أمريكا ومعها الصهيونية العالمية مستمرة لفعل أكبر من تدنيس القرآن الكريم، مشيرا إلى أن الحركات والإسلامية مجندة للدفاع عن القرآن الكريم بكل الأساليب الممكنة والمتاحة. وطالب هلال، في تصريح ل"التجديد" بإجراء تحقيق دولي ديموقراطي عادل في الموضوع. وقال عبد الصمد فتحي، عن جماعة العدل والإحسان، إن هذه المبادرة جاءت تضامنا مع القرآن الكريم، وسبقتها وقفات مماثلة أمام عدة مساجد كان وقعها مفيدا لتحريك الغافلين. وفي الوقت الذي عرفت فيه عدد من الدول الإسلامية احتجاجات موازية، أقدمت وزارة الدفاع الأمريكية على الاعتراف الجزئي بحصول خمس حالات.