تتواصل ردود الأفعال العالمية المنددة بقرار حظر بناء مآذن المساجد في سويسرا، والذي حظي بدعم 57 في المائة من الشعب السويسري في استفتاء أجري الأحد الماضي. ودعا الدكتور عبد العزيز التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ايسيسكو دول العالم الإسلامي إلى مقاطعة سويسرا تجاريا وسياحيا، وإلى سحب الأرصدة المالية من بنوكها، وذلك ردا على النتائج التي أسفر عنها الاستفتاء، وذلك بعد أن عبر الشعب السويسري في الاستفتاء عن روح الكراهية والعداء للإسلام وللمسلمين. وفقا لبيان صادر عن الإيسيسكو توصلت التجديد بنسخة منه. من جانبه حثَّ وزيرٌ بالحكومة التركية الدول الإسلامية ورجال أعمالها على سحب أموالهم واستثماراتهم من سويسرا وتوجيهها إلى تركيا التي تفتح بنوكها القوية أبوابها على مصراعيها لأموال إخوتنا المسلمين. وبحسب ما نقلته صحيفة زمان التركية الأربعاء 2009122 قال أجامان باغيش، وزير الدولة ورئيس فريق التفاوض مع الاتحاد الأوروبي: بعد استفتاء الأحد 20091129 فإنني أدعو المسلمين إلى إعادة التفكير في خياراتهم المصرفية، وأنا على يقين من أن هذا الاستفتاء مناسبة لإخواننا في الدول الإسلامية الذين يودعون أموالهم في البنوك السويسرية لأن يعيدوا النظر. وفي سويسرا نفسها تظاهر آلاف الأشخاص مساء يوم الثلاثاء في المنطقة السويسرية الناطقة بالفرنسية، احتجاجا على منع بناء المآذن، فقد أوردت وكالة الأنباء السويسرية أن مسيرة في لوزان وتجمعا في جنيف جمع ما بين 6500 إلى 7000 شخص، في حين شارك في سهرات إضاءة شموع العشرات بالعديد من المدن. وفي لوزان سار المتظاهرون من ساحة الكاتدرائية حتى المسجد هاتفين لا للاستبعاد ولا للتمييز ومن أجل سويسرا متضامنة أو نحن جميعا مسلمون. وأمام المسجد تعاقب ممثلون للجالية المسلمة على إلقاء كلمات شكر للكانتونات الأربعة (بال، جنيف، فو، نوشاتيل) التي صوتت ضد حظر المآذن. وفي جنيف تجمع أكثر من ألفي شخص مساء يوم الثلاثاء في ساحة الكاتدرائية حيث نصبت مئذنتان مصنوعتان من الخشب والورق. ودعا نائب جنيف اليساري ريمي باغاني إلى إلغاء الحظر في الدستور، معتبرا أنه الإجراء الوحيد المقبول. وشارك العشرات في سهرات إضاءة شموع، أكثر صمتا، في فريبور وبيين ونوشاتيل وسيون. من جانبها استنكرت جامعة الدول العربية قرار الحظر، وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في تصريح له إن هذا التصرف يمس بحقوق الذين يدينون بالدين الإسلامي ويقيمون بسويسرا ولهم الحق كل الحق في أن يؤدوا عباداتهم في مساجدهم طبقا للمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية. واعتبر الأمين العام أن معالجة هذا الموقف تتم من خلال التوجه للجهات المسؤولة والمحاكم الخاصة بحقوق الإنسان، مؤكدا على أهمية مناقشة هذا الموضوع مع وزيرة خارجية سويسرا ميشلين كالمي راي خلال زيارتها المرتقبة للمنطقة. وفي السياق ذاته عبرت تركيا عن خيبة أملها حيال الاستفتاء حول منع بناء المآذن، مشيرة إلى أن المجتمع الدولي ينتظر من الاتحاد السويسري اتخاذ تدابير لتصحيح هذه الوضعية التي لا تنسجم مع تقاليد سويسرا. هذا ووصفت نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الانسان بالأمم المتحدة الحظر، بأنه يسبب الانقسامات ويتعارض مع التزامات سويسرا القانونية الدولية. وقالت بيلاي في بيان، بأن حظر أي هيكل معماري ينتمي إلى الإسلام أو أي ديانة أخرى يعتبر بوضوح عملا يقوم على التمييز البغيض. واعتبر وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني التصويت لصالح حظر بناء مآذن للمساجد في سويسرا خطيرا وذا نتائج عكسية. واعتبرت اللجنة الأوروبية لمناهضة العنصرية واللاتسامح، الكائن مقرها بستراسبورغ أن الاستفتاء سيسفر عن تمييز باتجاه المسلمين ويمس بحرية الديانة الإسلامية.