تظاهر المئات من المواطنين أمام فندق موفنبيك بطنجة الذي احتضن أشغال المؤتمر الذي نظمه معهد أماديوس، احتجاجا على حضور وفد صهيوني برئاسة تسيبي ليفني ، فيما عرف المؤتمر انسحابات لرئيس وأعضاء منتدى الاقتصاديين العرب، وخبير اقتصادي مغربي، للسبب ذاته. وقال خالد السفياني، في التظاهرة التي حجّ إليها مواطنون من طنجة وخارجها، مخاطبا نجل وزير الخارجية بصفته رئيس المؤسسة المنظمة للمؤتمر إن الدحادح (أصحاب النفوذ) لم يستطيعوا تنظيم مؤتمر تطبيعي مثل هذا، وأكد السفياني في كلمته التي ألقاها على وقع شعارات منددة بدور أزولاي، وبنجل وزير الخارجية، المطبّعة مع الكيان الصهيوني، أن الشعب المغربي ما فتئ يؤكد أن التطبيع خيانة قومية ووطنية وإنسانية، ووصف يوم زيارة ليفني للمغرب بأنه يوم أسود ويوم عار. مبرزا في تصريح لالتجديد، أن ليفني أتت لطنجة بمباركة رسمية، وأضاف ما الفرق بين أن تستقبل رسميا من لدن الحكومة المغربية وبين أن يجلس وزير الخارجية أمامها في المؤتمر يستمع إليها وهي تنفث سمومها ضد فلسطين والمقاومة. وكشف السفياني، في هذا السياق، أن محامين يدرسون بجدية رفع دعوى قضائية ضد ابراهيم الفاسي الفهري، بصفته رئيسا لمعهد أماديوس، بتهمة تنظيم اتصالات مع وتسهيل نشاط إرهابيين (ليفني) متهمين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في غزة. من جهته، قال نجيب بوليف، البرلماني عن العدالة والتنمية بمدينة طنجة، إن مثل هذه المنتديات تحاول التطبيع مع كيان مجرم أضحى محاصرا ليس في الوطن العربي ولكن حتى في أوروبا، واعتبر إقدام من وصفهم بفاقدي الشعبية على استضافة ليفني بأنهم لن يستطيعوا تحقيق شق في موقف الشعب المغربي إزاء القضية الفلسطينية. هذا، وكان رئيس منتدى الاقتصاديين العرب، سمير العطية، قد أصدر بيانا قال فيه، إنه فوجيء بمشاركة تسيبي ليفني في مؤتمر أماديوس، وأكد أنه تم إقحام أوريت نوكيد نائب وزير الصناعة الصهيوني في الجلسة التي كان سيترأسها بدون علم مسبق منه، وأكد العطية أنه بناء على ذلك، قرّر هو وزملاؤه في منتدى الاقتصاديين العرب مقاطعة مؤتمر طنجة. من جهته، أعلن الخبير الاقتصادي المغربي، المهدي لحلو، عن مقاطعته للمؤتمر، وأكد في رسالة وجهها للمنظمين، وحصلت التجديد على نسخة منها، إن مقاطعته للمؤتمر كانت بسبب تسيبي ليفني التي وصفها بأنها إحدى المسؤولين الكبار عن جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني في غزة، مستنكرا في رسالته عدم ورود اسم ليفني في الوثائق التي توصل بها خلال دعوته للمشاركة في إحدى جلسات المؤتمر. كما استنكرت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، في بلاغ لها، السماح لمجرمة الحرب ليفني، بتدنيس أرض المغرب وإفساح المجال لها في الإعلام الرسمي والإسهام بذلك في تبييض وجهها، واعتبر البلاغ ذلك نوعا من التطبيع غير المشروع مع الكيان الصهيوني ومن التبرئة لمجرمة حرب ملطخة أيديها بدماء حوالي 1400 شهيد فلسطيني (كثير منهم نساء، أطفال وشيوخ)، خلال حرب غزة فضلا عن آلاف الجرحى وكذا الحصار المستمر منذ أربع سنوات على أكثر من مليون ونصف من إخواننا الفلسطينيين في غزة، فضلا عن تمادي الصهاينة في استهداف المسجد الأقصى والإصرار على توسيع المستوطنات وإخراج الفلسطينيين من بيوتهم في القدس وبجوار المسجد الأقصى بالضبط. ودعا البلاغ، الذي توصلت التجديد بنسخة منه، السلطات إلى مراجعة موقفها من التطبيع المباشر وغير المباشر، كما دعت الهيئات السياسية والمدنية إلى مضاعفة جهودها للتعبير عن الموقف الأصيل للشعب المغربي الرافض لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني. وكانت جلسة المؤتمر التي انطلقت مساء الخميس الماضي قد افتتحت بكلمة لابراهيم الفاسي الفهري، بحضور والي طنجة، وعمدة المدينة نفسها، كما حضرها من الأحزاب السياسية فؤاد علي الهمّة عن الأصالة والمعاصرة ورئيس فريقه في مجلس المستشارين، وحضرت تسيبي ليفني إلى المؤتمر برفقة وزير الخارجية الصهيوني الأسبق، شلومو بن عامي، ونائب وزير الصناعة الصهيوني. وأكد مصدر لالتجديد أن حفل الاختتام حضره وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري، ووزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيا رضا الشامي، ووزير التجارة الخارجية مصطفى معزوز، وسفير المغرب في اسبانيا عمر عزيمان وسفراء للمغرب في أمريكا الجنوبية بخاصة. واستغلت الصحافة الصهيونية الحدث للمرة الثانية بعد زيارة وزارة الإسكان الصهيوني لمراكش قبل أسبوعين، وذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت الصهيونية أن ليفنياستقبلت بحفاوة بالغة في المغرب، وقالت إن الأمن المغربي خصّص 20 حارسا لحمايتها، وحارسة شخصية(نورى) ترافقها بشكل دائم. وادّعت أن موكب ليفني ضم 10 مركبات مصفحة مزودة بصافرات إنذار، وخلال تنقلها من مكان لآخر وقف حراس مسلحون على أبواب المركبات، وتم إغلاق الشوارع التي يمر منها الموكب.