إن لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحم الأخ فريد الأنصاري، وأن يجعل عمله الصالح أنيسا له في وحشة القبر وشفيعا له يوم القيامة. كما أغتنم هذه الفرصة لأبلغ تعازي من اتصلوا بنا من خارج المغرب لأسرة الفقيد ولأهل الدعوة والإصلاح في بلدنا. سمعت بالدكتور فريد الأنصاري قبل 1996 من خلال إسهاماته في رابطة الأدب الإسلامي ومن خلال كتاباته في جريدة الراية. وتعرفت عليه في إطار الوحدة المباركة بين رابطة المستقبل الإسلامي وحركة الإصلاح والتجديد، ومن خلال المهام التي كان يقوم بها في قيادة الحركة آنذاك، مشرفا على العمل الطلابي، حيث كان اختياره لهذه المهمة لتقوية العمل التربوي والدعوي، إلى جانب العمل النقابي والنضالي، وعين بعد ذلك مسؤولا عن الملف التربوي في المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح.وبعد انتقال الدكتور فريد الأنصاري إلى العمل العلمي والدعوي من خلال المؤسسات الرسمية، ومن خلال المجلس العلمي، كانت عطاءاته ومكانته كبيرة بوأته الإشراف على المجلس العلمي بمكناس ثم عضوية المجلس العلمي الأعلى.وحين زرت الدكتور فريد الأنصاري رحمه الله في المستشفى بإسطمبول، اضطلعت على مستوى آخر من التقدير والاحترام الذي يكنه له ثلة من العلماء والمفكرين وأهل الصلاح والاستقامة في تركيا، وهم الذين قدموا له العناية الخاصة والرعاية المركزة في مصحاتهم حتى انتقل إلى جوار ربه. فجازاهم الله خيرا، وقد عبرنا لهم عن جزيل شكرنا وامتنانا لهذه الرعاية التي خصوا بها الدكتور فريد الأنصاري. نسأل الله تعالى أن تكون هذه الشهادات وهذه المكانة التي تبوأها في الدنيا من المبشرات على مكانته في الآخرة وأن يرحمه برحمته الواسعة.