ختتم جورج جلاوي النائب البريطاني في مجلس العموم شهادته أمام لجنة من مجلس الشيوخ الأمريكي باتهامات مضادة لرئيس اللجنة ولشركات أمريكية. ونفى جلاوي في جلسة استماع أمام لجنة التحقيق في برنامج النفط مقابل الغذاء التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي اتهامات بالتربح من معاملات نفطية مع نظام صدام، وقال إنه ليس تاجر نفط ولم يكن كذلك في حياته. وأتى رد جلاوي على الاتهامات غاضبا، فوصف رئيس اللجنة في مجلس الشيوخ السيناتور نورم كولمان بالمحتال، واتهمه بالتشهير به في أنحاء العالم. وأضاف أن الفضيحة الحقيقية كشفت في شهادات سابقة أمام المجلس حين علم أن الشركات الأمريكية هي أكثر من خرق نظام الحظر. كما قال جلاوي إنه لم ير أو يملك أو يشتر برميل نفط في حياته، ولا أوكل أحدا ليقوم بذلك نيابة عنه. كما اعتبر أنه كان خصما لصدام منذ زمن بعيد، وإن سجله في معارضة نظام صدام أفضل من سجل أعضاء في الحكومتين البريطانية والأمريكية. وقد استجوب جالواي أيضا بشأن أموال تبرع بها رجل أعمال أردني لمؤسسة خيرية كان قد أسسها، غير أن مراسل البي بي سي أفاد بأن أعضاء مجلس الشيوخ لم يتمكنوا من إثبات أن الأموال أتت من العراق. وفي وقت لاحق شكك رئيس اللجنة كولمان بمصداقية جلاوي كشاهد، مضيفا أنه إذا علم فيما بعد أنه كذب أثناء إدلائه بالشهادة، سيكون لذلك عواقب. وينفي جالواي الذي يمثل حزب الاحترام في مجلس العموم حصوله على تسهيلات لشراء كميات من النفط العراقي ضمن برنامج النفط مقابل الغذاء الذي كانت تديره الأممالمتحدة، كجائزة عن تأييده لنظام صدام. ووصف جلاوي لدى وصوله إلى واشنطن ما ورد في تقرير مجلس الشيوخ بأنه ملف من إعداد تلميذ مبتدئ. وقال إن الملف مليء بالثغرات والأكاذيب، إنني لا أتوقع عدالة من الموالين للحكومة الأمريكية لكنني لا أريد أن أبدو كمتهم بل سأواجه الاتهامات. ومضى جالواي قائلا شكرا لأنهم غير واعين بأن العالم يراهم بوصفهم الأشرار فيما يتعلق بسلام العراق. وقال إنه يعني بكلامه هذا جورج بوش وحكومته والإدارة الدمية التي نصبوها في بغداد وهي مصدر ما يطلقون عليه وثائق في حوزتهم. وكان جلاوي قد قال في مقابلة مع بي بي سي صباح الاثنين الحقيقة إنني لم أبع أو أشتر قطرة من نفط العراق ولم أتعامل في قطرة من النفط مع أي جهة. لو فعلت ذلك لكنت قد أصبحت رجلا ثريا للغاية والشخص الذي كان سيتسبب في ثرائي هكذا لابد سيكون معروفا في الأوساط العامة. وكانت لجنة مجلس الشيوخ التي وجهت الاتهامات إلى كل من جالواي ووزير الداخلية الفرنسي السابق شارل باسكوا قد قالت إنها ستكون سعيدة جدا بمثول جلاوي في جلسة استماع أمامها. ويقول النائب البريطاني إن اللجنة ترغب في توجيه أنظار العالم إلى كل من سكرتير عام الأممالمتحدة وله شخصيا ولوزير الداخلية الفرنسي السابق. وأعرب جلاوي عن غضبه لأن اللجنة قررت توجيه الاتهام إليه حتى قبل أن تستمع إليه. لكن السيناتور نورم كوليمان المتحدث باسم اللجنة نفى أن يكون جالاوي قد طالب مرارا بتقديم أدلة إلى اللجنة خلال التحقيقات. وكان جالاوي قد كسب في ديسمبر الماضي دعوى تشهير أقامها ضد صحيفة الديلي تليجراف البريطانية إثر نشرها تقريرا يتهمه بتلقي أموال من النظام العراقي السابق. كما نفى باسكوا وهو نائب في مجلس الشيوخ الفرنسي ويتمتع بحصانة من الملاحقة القضائية، الاتهامات التي وجهتها إليه اللجنة الأمريكية، وقال إنه نفاها في السابق وينفيها الآن.