استخدم الأقدمون والشعوب المعاصرة النباتات العطرية في حياتهم اليومية لما فيها من فوائد. وللنباتات العطرية رائحة جميلة جذابة خلقها الله يجذب إليها الإنسان فتعينه على الوقاية والعلاج من كثير من الأمراض. منذ آلاف السنين تستخدم الشعوب نبات البابونج في كثير من الحالات المرضية، وكانوا يستخدمون زيته العطري المتطاير في تهدئة الأعصاب، وكثير من حالات الالتهاب. حديثا، أكدت دراسة علمية بعض الفوائد العلاجية للبابونج، وأنه يحتوي على مركبات تساعد في التغلب على الالتهابات الجرثومية الناجمة عن الإصابة بالبرد، وأكدت الدراسة كذلك أن البابونج يخفف مغص الدورة الشهرية. شملت الدراسة عددا قليلا من المتطوعين وعددهم 41 شخصا، شرب كل منهم خمسة أكواب من شاي البابونج يوميا مدة أسبوعين. وقد أخذت عينات من بول كل مشارك من بداية التجربة إلى أسبوعين بعدها. وتبين من خلال ذلك ارتفاع نسبة مركبين هما هيبوريت hippurate وجلايسين glycine. أما الهيبوريت فهو مركب ناجم عن تكسر المركبات الفلافونية التي لها نشاط مضاد للبكتيريا. أما الجلايسين فهو مركب يخفف من تقلص العضلات، ويرخي عضلات الرحم المتشنجة، فيخفف الألم المصاحب للتشنج المرافق للدورة الشهرية. وتبين من الدراسة أن مستويات المركبين هيبوريت وجلايسين تبقى مرتفعة مدة أسبوعين بعد التوقف عن تناول شاي البابونج، وهو ما يمكن الاستنتاج منه أن تأثير البابونج العلاجي يستمر حتى بعد التوقف عن تناوله. ومن المعروف أن للبابونج تأثير مطهر للجلد مثل الجروح ومضاد للمغص في الجهاز الهضمي أو لمغص الرحم، والانتفاخ، والحمى، والأرق، وله تأثير مضاد للالتهابات مشابه للكورتيزون في تخفيف الحكة والالتهاب الجلدي مثل الإكزيما وغيرها بدلا من الكورتيزون. كما تم استخدام مستخلص البابونج على شكل بخاخ لالتهاب الحلق.