يُعرف العلاج بزيوت الأعشاب العطرية (Aromatherapy) على أنه أسلوب معالجة تستخدم فيه زيوت أساسية (essential oils) مستخلصة من الأعشاب مركزة وذات نكهة عطرية تفوح باستمرار. وتتميز عناصر تكون الزيوت الأساسية بمميزات عطرية مختلفة بالإضافة إلى النكهة وبعض الخصائص العلاجي التي يحتويها العشب العطري المعين. ويذكر عدة أنواع للعلاج بالزيوت العطرية. التدليك (المساج ) يعتبر التدليك أو المساج من أكثر أساليب المعالجة بالعلاج بزيوت الأعشاب العطرية شيوعا. وتتميز الزيوت العطرية بقدرتها على اختراق الجسم ليمتصها جالبة الشفاء والعافية للأنسجة الداخلية والأعضاء. وتخفف الزيوت المستخدمة في المساج أولاً قبل استعمالها وذلك بإضافتها إلى الأساس ويجب عدم استخدامها مباشرة في شكلها النقي الصرف وبدون مزجها حتى لا تتسبب في إثارة رد فعل حساسية الجلد. الاستحمام أحس العديد من الناس بفوائد الاسترخاء في حمام حار معطر وذلك بإضافة بعض التجهيزات العطرية إلى ماء الحمام. وتحتوي معظم هذه التجهيزات على زيوت أساسية تستخدم في العلاج بزيوت الأعشاب العطرية. إن إضافة بعض القطرات من الزيوت الأساسية إلى ماء الحمام تريح وتلطف الآلام بالإضافة إلى تأثيراتها المحفزة، كما تزيل الإرهاق والتعب وتجدد الطاقة أيضا. وهناك فائدة إضافية أخرى عند استنشاق بخار الزيوت الأساسية التي تتبخر بفعل حرارة ماء الحمام. يعتقد أن الاستنشاق هو إحدى الوسائل المباشرة والسريعة للمعالجة. نظرا لأن جزئيات الزيوت الأساسية الطيارة تعمل مباشرة في تحفيز أعضاء الشم كما يحسها الدماغ مباشرة. أما الأسلوب الأكثر شهرة والذي استخدم على مر التاريخ لنجاحاته العلاجية فهو أسلوب استنشاق البخار والذي فيه تضاف عدة قطرات من الزيت الأساسي على ماء حار في وعاء. يجلس الشخص ووجهه-(أو وجهها) مواجها للمزيج ثم يغطي رأسه والوعاء بمنشفة بحيث يمنع البخار من التسرب للخارج. يمكن إعادة هذا الإجراء من مرتين إلى ثلاث في اليوم ولكن الأشخاص الذين يعانون من الربو يجب ألا يتبعوا هذا الأسلوب. يمكن استخدام بعض الزيوت الأساسية مباشرة عن طريق المنديل أو على وسادة ثم يستنشق البخار بهذه الطريقة. يرسي استنشاق البخار مع الزيوت الأساسية عادة قديمة قيمة لمعالجة أمراض نزلة البرد والأنفلونزا كما يمكن أن يكون مفيدا بالنسبة للبشرة الدهنية. وعلى أي حال يجب أن يتفادى الأشخاص المصابون بالربو أسلوب الاستنشاق ما لم يوص بذلك المعالج الطبي، حيث إن الاستنشاق يثير ويهيج الرئتين. الكمادات تعتبر الكمادات مؤثرة بفعالية في معالجة آلام الروماتيزم ومختلف أوجاع العضلات بالإضافة إلى الكدمات وأوجاع الرأس. ولتحضير الكمادة، تضاف خمس نقاط من الزيت إلى إناء صغير من الماء، وتنقع قطعة قماش فانيلا أو أي مادة أخرى قابلة للامتصاص في المحلول. ويتم عصر القطعة للتخلص من الماء الزائد (بالرغم من ضرورة احتفاظ الكمادة برطوبة معتدلة) ثم توضع على موقع الألم مع ملاحظة تثبيتها بلاصق أو ضماد. تجدد الكمادة بغرض معالجة الحالات الحادة عندما- تعادل درجة حرارتها درجة حرارة الجسم عدا ذلك تترك الكمادة في مكانها لمدة اقلها ساعتين ويفضل ليلة بأكملها. تستخدم الكمادة الباردة في حالة معالجة حالات الحمى أو الألم الحاد أو التورم الحاد، حيث يجب أن يكون الماء حارا إذا كان الألم مزمنا، كما يجب تغيير الكمادة باستمرار في حالة وجود حمى. حمام القدمين حمام القدمين في وعاء أو حوض ماء ساخن يحتوي من 4 إلى 5 قطرات من زيت لافندر أو زيت النعناع (peppermint) أو زيت إكليل الجبل روزماري أو زيت الزعتر (thyme) ينعش القدمين المتعبتين والمتورمتين. الحالات التي يمكن أن تستفيد من العلاج بزيوت الأعشاب العطرية: تستفيد سلسلة واسعة من الحالات من العلاج بزيوت الأعشاب العطرية كما يعد هذا النوع من العلاج علاجاً مناسباً ولطيفاً لجميع فئات العمر. إنه مفيد على نحو خاص في مجال العلاج الطويل الأمد للأمراض المزمنة، وكما يعتقد ممارسو العلاج الطبيعي في أنه يمنع تطور بعض الأمراض. ومن الحالات التي يعمل العلاج بزيوت الأعشاب العطرية على علاجها أوجاع الأطراف وعدم أداء واتساق العضلات والمفاصل نتيجة لالتهاب المفاصل أو الروماتزم والشكوى من آلام الجهاز التنفسي ومشاكل الهضم وحالات التهاب الجلد والتهابات الحنجرة والفم والتهابات مجرى البول والمشاكل التي تعتري فروة الرأس والشعر. بالإضافة إلى إمكانية معالجة الحروق وعضات الحشرات واللسعات وأوجاع الرأس وارتفاع ضغط الدم وأعراض الحمى أو أعراض سن اليأس وضعف الدورة الدموية والنقرس (داء الملوك). للعلاج بزيوت الأعشاب العطرية أيضاً فوائد جمة مثل تخفيف حالات الإجهاد والحالات المرتبطة به كالضغوط والتوتر والقلق والكآبة. وفي بعض الحالات لا يعتبرالتدليك مفيداً ويجب البحث عن استشارة طبية في حالة الشك أو إذا كان المرض ليس من النوع الخفيف. تعتبر الزيوت مثل زيوت اللوز الحلو (Sweet almond) وفول زيت الصويا (Soya oil) وزهرة دوار الشمس (Sun Flower) وزيت العناب الجوجوبا (ojoba) وزيت الزيتون (olive) وزيت بذرة العنب (grapeseed) والبندق (hazelnut) والأفوكادو (avocado) والذرة (Corn) والقرطم (safflower) من أنسب الزيوت الناقلة التي يمكن مزجها بالزيوت الأساسية ومن أفضلها حيث تتمتع بخواص غذائية مفيدة وعالية الجودة. وتحتفظ الزيوت الأساسية النقية بفعاليتها لمدة سنتين ولكن إذا ما خففت بالمزج بزيت ناقل قد تبقى لمدة ثلاثة أشهر قبل أن تفسد. ويجب تخزينها في درجة حرارة مستقرة وفي قوارير زجاجية غامقة اللون مسدودة بفلين أو في أوعية ذات إغلاق تلقائي وبعيداً عن أشعة الشمس المباشرة حيث إنها تفسد إذا ما تعرضت للضوء أو الحرارة. إن إضافة فيتامين E أو زيت رشيم القمح (Wheatgerm) للزيوت يمدد فترة بقائها صالحة للاستعمال. يجب إضافة كمية قليلة من الزيت الأساسي بغرض التدليك عند كل استعمال حيث إن الزيوت الناقلة لا تتميز بقابلية الاحتفاظ بخصائصها لمدة طويلة.