المساجد: تبرز حركة بناء المساجد والإقبال عليها أحد التجليات الأبرز للتدين في المغرب، فقد انتقل عدد المساجد بالمغرب من 41 ألف و755 مسجدا حسب إحصاء وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية سنة 2007 إلى 47 ألف و967 مسجدا في سنة 2008 منها 13 ألف و 189 في المجال الحضري و 34 ألف و 784 في المجال القروي بما نسبته 72 في المائة، ويعرف المغرب وجود 7 مساجد لكل 5000 نسمة لكن اختلال التوزيع الديمغرافي للسكان مقابل الانتشار الجغرافي للمساجد أنتج خصاصا هائلا في الوضع الراهن يبلغ 70 مسجدا في كل سنة طيلة عشر سنوات، كما أن ملاحقة التطور الديمغرافي وكذا السياسة العمرانية للبلاد تفرض على المغرب بناء ما لا يقل عن 200 مسجدا هذه السنة، وقد زادت نسبة بناء المساجد بين سنة 2007 و 2008 ب 82‚9 في المائة (من 275 إلى 302 مسجدا). الإقبال على المساجد: عرفت المساجد في سنتي 2007 و 2008 تناميا في الإقبال حيث ذكر إحصاء أعلن عنه عضو المجلس العلمي الأعلى مصطفى بن حمزة أن صلاة الجمعة تعرف حضور 6 ملايين مغربي. صيام رمضان:تمثل ظاهرة الإقبال على صلاة التراويح في بعض المدن كالدار البيضاء ومراكش ظاهرة اجتماعية نتجت عنه حركية خريجي مدارس التعليم العتيق في المجتمع والإقبال على احتضانهم في شهر رمضان، وتدل المؤشرات الرقمية على تجاوز مسجد الحسن الثاني لعتبة 250 ألف مصل في لية 27 رمضان 1429 حيث تشرف لجنة من 350 شخص على تنظيم التراويح في المسجد والتي يؤمها الشيخ عمر القزابري وذلك منذ سنة ‚2004 وتظهر مؤشرات أخرى مثل ارتفاع عدد معتنقي الإسلام في هذا الشهر (من 340 سنة 2007 إلى 350 سنة 2008) وتنامي برامج جمعيات العمل الاجتماعي عن طريق تنظيم ما يسمى بقفة رمضان، وكذلك الإقبال على القرآن الكريم تلاوة وحفظا وتجويدا، تظهر هذه المؤشرات حركية التدين في هذا الشهر، كما يظهر مؤشر الإقبال على دروس الوعظ والإرشاد بهذا الشهر تنامي هذه الحركية، حيث كشفت إحصائيات مديرية المساجد في نشرتها للدورة الثالثة الخاصة بسنة 2007 كشفت ارتفاع كبيرا بالمقارنة مع الدورتين الثانية والرابعة حيث بلغ عدد دروس الوعظ والإرشاد 141‚55 درسا مقابل 360 ألف درسا عبر التلفاز. الإقبال على الحج: على الرغم من أن حصة المغرب المحددة من الحجاج في سنة 2007 و 2008 لم تعرف أي تغير (تتعدى 32 ألف) إلا أنه حصل تزايد كبير في نسبة الطلبات ما بين السنتين، إذ سجل في سنة 2007 تقديم 117 طلب، وتزايد هذا العدد حتى وصل سنة 2008 إلى 173 ألف، مما دفع الوزارة إلى أن تقرر أن تشمل القرعة ليس فقط الراغبين في الحج في إطار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ولكن أيضا الحجاج في إطار وكالات الأسفار السياحية. الإقبال على التعليم العتيق ودور القرآن:عرفت في السنوات ألأخيرة إقبالا كبيرا من لدن المغاربة على حفظ القرآن الكريم وتعلم تجويده وترتيله، إذ بلغ عددهم 310 ألف طالب تعليم أولي عتيق يؤطرون سنويا من قبل 10 آلاف و 600 كتاب رسمي، وبموازاتهم هناك حوالي 25 آلاف طالب ينتمون إلى خمسمائة مدرسة أخرى من مؤسسات التعليم العتيق، وقد تزايد عدد المسجلين في مؤسسات التعليم العتيق من 306 ألف يشرف عليها 11 ألف أستاذ سنة 2007 إلى 311 ألف مسجل يشرف حليها 11 ألف و 100 أستاذ. الإقبال على الإعلام الديني: عرفت تزايد في وتيرة الإعلام الديني سواء الإعلام الوطني أو الفضائيات الدينية، وسجل التقرير تأثير الفضائيات الدينية على حركية التدين بالمغرب معتمدا في ذلك على ستة مؤشرات منها سهولة التقاط القنوات الفضائية الدينية ومؤشر اللغة (اللغة العربية) ومؤشر توفر البرامج والدروس الدينية المعلنة فيها في الأسواق (أشرطة الدعاة) ومؤشر، حضور مكالمات هاتفية ومشاركات من المغرب، ووجود صحفيين ومراسلين محليين وبرامج لبعض القنوات والمواقع الإلكترونية تبث من المغرب، وحضور المغرب وقضاياه في المواقع والقنوات الدينية المغربية والعربية. وأشار التقرير إلى مداخل ثلاثة يتم من خلالها تأثير الفضائيات الدينية على حركية التدين في المغرب، وهي مدخل الفتوى، والمدخل التربوي القيمي، والمدخل العقدي.