قبل نحو أسبوعين من الانتخابات الرئاسية في تونس، تسارعت وتيرة الانتقادات لظروف إجراء تلك الانتخابات التي وصفها معارضون بأنها إقصائية. وفي هذا الصدد ندد معارضون تونسيون بارزون بظروف تنظيم الانتخابات المزمع إجراؤها في 25 أكتوبر الجاري. وقال هؤلاء القادة السياسيون في ندوة بباريس بعنوان: المسألة التونسية عشية الانتخابات الرئاسية نظمها طلبة مدرسة العلوم السياسية إن الاقتراع يأتي في سياق إقصائي وسلطوي تغيب فيه أبسط شروط التعددية والتنافس الحر. وأكد المشاركون أن الاقتراع سيفضي إلى تجديد البيعة للرئيس زين العابدين بن علي الذي يحكم البلاد منذ السابع من نوفمبر .1987 وقال زعيم الحزب الديمقراطي التقدمي أحمد نجيب الشابي إن السلطات التونسية عمدت، العام الماضي، إلى إقرار قانون على المقاس بهدف إقصائه شخصيا من المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي قال إنها ستجري مجددا في سياق إقصائي. وقال المعارض التونسي إن غياب الحريات العامة واحتكار السلطة القائمة لوسائل الإعلام العمومية وتبعية القضاء للحكومة وهيمنة مؤسسة رئاسة الجمهورية على مؤسسات الدولة الأخرى أدت إلى انسداد كامل في الحقل السياسي. واعتبر الشابي أن بن علي يحذو حذو الدكتاتوريين الإسباني فرانسيسكو فرانكو والتشيلي أوغيستو بينوشيه اللذين كانا يبرران الاستبداد بالنجاح الاقتصادي، مؤكدا أن وضع هذين البلدين تحسن اجتماعيا واقتصاديا بعد خلاصهما من الدكتاتورية. وأردف القيادي في الحزب الديمقراطي التقدمي أنه رغم تبجح السلطات بإنجازاتها الاقتصادية مازالت تعترف بأن معدل البطالة في البلاد يصل إلى 15%. من جانبه، أقر زعيم التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات مصطفى بن جعفر المشارك في الانتخابات بما أسماه صورية الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأكد أنها ستفضي بالضرورة إلى تجديد المبايعة لبن علي (73 عاما) لولاية رئاسية خامسة مدتها خمس سنوات. وأوضح المعارض التونسي أن قراره بالمشاركة في الاقتراع يهدف حصرا إلى بعث حركية في الحياة العامة بالبلاد، مشيرا إلى أن أكبر خطر يهدد تونس هو عزوف الناس خاصة فئة الشباب عن السياسة. وذكر بن جعفر أن حزبه يراهن على النضال السياسي السلمي من أجل إحداث التغيير المنشود في تونس. أما رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية منصف المرزوقي الذي دعا لمقاطعة الاقتراع، فقد شكك في سلامة حجج أطياف المعارضة التي تتبنى خيار المشاركة في ظل النظام القائم، وشدد على أنه لا معارضة تحت سقف الاستبداد. واعتبر المرزوقي أن ما أسماه عبثية اللعبة الانتخابية في تونس هي التي قادت حزبه وأطرافا معارضة أساسية أخرى مثل حزب النهضة الإسلامي إلى الابتعاد عن الانتخابات. وقال المرزوقي إن هدف تنظيمه هو التخلص من النظام القائم عن طريق ما سماه النضال السلمي.