اعتبرت مجموعة من قادة أحزاب المعارضة والشخصيات السياسية والحقوقية التونسية، أن الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها يوم 24 أكتوبر الجاري، هي انتخابات صورية لتكريس الرئاسة مدى الحياة. فقد حث بيان مشترك، وقعته مجموعة من الشخصيات السياسية والفكرية التونسية، الشعب التونسي على مقاطعة الانتخابات، وعدم الخضوع لما قالت إنه ابتزاز وضغط أجهزة الحزب الحاكم. وشدد البيان، الذي أرسلت نسخة منه لوكالة قدس برس على نتيجة الانتخابات معروفة مسبقا، وأنها سوف تشرّع وتكرّس استشراء الفساد، بكيفية لم يعرف لها مثيل في تاريخ تونس، وغرق الدولة والتونسيين في الديون، وتفاقم ظاهرة البطالة، خاصة عند خريجي الجامعات، والتهاب الأسعار، وتأزم النظام المصرفي، وتسريح العمال، ورفع كل القيود والضمانات، التي تحفظ الحدّ الأدنى من حقوقهم النقابية، كما قال البيان. وذهب البيان إلى أن استمرار بقاء النظام عبر مثل هذه الانتخابات، يعني تواصل القمع، وخنق الحريات، وتدهور التعليم، والمؤسسات القضائية، والأمنية، والإعلامية، والإدارة، محذرا من أن توثيق العلاقات مع إسرائيل في إطار البحث عن شرعية أجنبية أصبح من مسلمات السياسة الخارجية لنظام لم يعد يمثل التونسيين، لا على الصعيد الداخلي، ولا على الصعيد الخارجي. ودعا البيان المشترك جميع القوى الحيّة في البلاد إلى عدم الاعتراف بشرعية النتائج، التي ستفرزها الانتخابات الرئاسية والتشريعية. وطالب بحشد الطاقات من أجل إنهاء ما وصفه بالدكتاتورية في كنف النضال السلمي وقد كان من أبرز موقعي البيان، الدكتور منصف مرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، والشيخ راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة، والمفكر التونسي محمد الطالبي، وفتحي الشامخي، الناطق الرسمي باسم التجمع من أجل بديل عالمي للتنمية، والمحامي محمد النوري، الناطق الرسمي باسم الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، وعدد من الشخصيات الأخرى. ومن جهة أخرى قالت مصادر من جمعية الجغرافيين التونسيين إن خلافا حادا نشب بين أعضاء الهيئة المديرة للجمعية، بسبب موافقة رئيس الجمعية على حضور وفد إسرائيلي في المؤتمر المقرر أن تحتضنه تونس في ,2008 وطالب أعضاء من الهيئة المديرة بسحب الثقة من رئيس الجمعية عدنان حيدر، بسبب موقفه من دعوة الوفد الإسرائيلي للمشاركة في المؤتمر العالمي للجغرافيين بتونس. وقال الهادي المثلوثي عضو الهيئة المديرة إن الجمعية الجغرافية التونسية عبرت، في وقت سابق، وبموافقة أغلبية أعضائها، انسجاما مع موقف المجتمع المدني التونسي والعربي، على رفض حضور الوفد الإسرائيلي للمؤتمر المذكور. وفي تطور خطير اجتمع أعضاء الهيئة المديرة لجمعية الجغرافيين التونسيين، وقرروا سحب الثقة من رئيس الجمعية الحالي، وأعلنت الجمعية تمسكها بقرار مقاطعة الوفد الصهيوني، ورفض دخوله الأراضي التونسية، أو التطبيع معه، لكن رئيس الجمعية المعزول وبعض أنصاره طعنوا في قرار سحب الثقة، وأكدوا مواصلتهم الإعداد لمؤتمر عام ,2008 واعتبار بقية الأعضاء خارجين عن القانون. قدس برس