نساء مطلقات أعدن الكرة وطرقن باب الزواج للمرة الثانية بنجاح فيما أخريات يعتبرن أبناءهن عقبة أمام إعادة الكرة، وبين هؤلاء وأولئك نساء مطلقات وجدن أزواجا ترملوا والتقت الحاجات وتم النجاح بالزواج، التجديد تعرض حالات لمطلقات نجحن في التجربة الثانية للزواج وأخريات تعثرن في ذلك. ونسبة الزواج من المطلقات والأرامل على قلتها فإن في حالاتها علاج لشيء اسمه الفشل في الحياة. قلة الأرقام أكد عبد السلام البوريني رئيس هيئة العدول بالمغرب ل التجديد أن نسبة عقود الزواج من المطلقات والأرامل ضئيلة مقارنة مع غيرها من العقود، ويؤكد في الوقت ذاته أن الذين يقبلون على الزواج من مطلقة أو أرمل يكون دافعهم هو العبرة التي أخذتها من الحياة، مما يمثل ضمانة إلى حد ما لاستمرارية الزواج دون مشاكل. واستبعد البوريني أن تكون المصلحة المادية دائما هي دافع الزواج من المطلقة أو الأرملة مؤكدا أن حالات عديدة يكون فيها الزواج من مطلقات غير ميسورات الحال، ولكن الذي يختارهن يختارهن لأسباب أخرى على رأسها الخبرة والثبات. ومن فوائد الزواج بالمطلقة أنها تكون ذات عقل وتجربة ناضجة فقد خاضت تجربة تكون في الغالب قد استفادت منها. طلاق فدراسة فزواج (ل.م) تزوجت وهي لم تنل بعد شهادتها الثانوية، أحسن وكأن طفولتها قد اغتصبت، وأملها في التفوق الدراسي قد خاب، استسلمت للوضع ما دام والدها اختار تزويجها زواجا مبكرا، وظن أنه اختار لها الملاذ الآمن حين قبل تزويجها برجل ذي مركز اجتماعي ومادي. لم يمر على زواج (ل. م) سوى عشرة أشهر لتصبح في عداد المطلقات لأنها لم تستطع الحياة مع زوج وصفته بالقاسي في حقها، ظنا منه أن ماله يتيح فعل كل ما يريده بالآخرين ولو كان الدوس على كرامتهم. (ل. م) لم تخرج من تجربة الزواج الأول لتقدم على تجربة ثانية بسرعة بل أعادت ارتباطها بسلك التعليم إذ جعلت سنة زواجها سنة بيضاء ولقيت من إدارة مؤسستها المساندة لتلتحق بالدراسة وتحصل على شهادة الإعدادي فالثانوي ثم الجامعي في شعبة العلوم، وأفرغت (ل. م) كل طاقتها في دراستها لتحتل المراتب الأولى في المستويات التي مرت بها، إلى أن حازت شهادة الدراسات العليا المعمقة. لم تخف (ل. م) أنها كانت تأتيها فرص للزواج لكنها أصرت على إكمال مشوارها العلمي، درست لغة أجنبية وسافرت إلى دولة أوروبية لاستكمال دراستها العليا وهناك كان نصيب زواجها الثاني، وهي الآن أم لطفل، فقد حالفها الحظ لتستأنف دراستها وتستأنف مشوار حياتها مع من ارتضته شريكا لحياتها يقاسمها اهتماماتها ويحترمها، هذا مع العلم أنه لم يسبق له الزواج. سألنا (ل. م) عن الدافع لاختيار زوجها لها وهي المطلقة فأجابت: إن بحثه عن ابنة وطنه في ديار الغربة متشبثتة بهويتها المغربية الأصيلة، ونيلها أحسن الدرجات العلمية، أبعدت اهتمامه عن كونها مطلقة أم لا. مطلقة نعم أرملة لا (س.ح) عاشت تجربتي الطلاق والترمل، فقد تزوجت صغيرة لا يجاوز عمرها 16 سنة، لكنها رفضت الاستمرار في هذا الزواج لأن الزوج الذي قبله والدها لم يكن في نظرها الزوج اللائق بها، لأنه يتعاطى المخدرات، فقد أيقنت أن زوجا من ذلك النوع لا يستحق أن يكون والد أبنائها، ومما كانت تراه مشجعا لها هو أن جنينها الأول توفي مباشرة بعد الولادة. بعد طلاق (س.ح)، لم تكن لتقبل أي زوج لأنها هذه المرة أقوى مما كانت عليه سابقا فقد نضج عقلها وأصبحت كلمتها عند والدها مسموعة، ورفضت خطابا منهم كبار السن والراغبون في التعدد إلى أن جاء اليوم الذي طرق باب والديها زوج رأت أنه الأنسب لها، تقارب في السن وتشابه في الحالة الاجتماعية إذ أنه هو الآخر طليق زوجة كانت من اختيار غير موفق لأمه. حالف الحظ (س.ح) في زوجها الثاني، فزوجها الثاني إنسان محافظ ويقدر الحياة الزوجية، أنجبت منه ثلاثة أبناء وعاشت معه حياة هانئة شعار أطرافها الاحترام المتبادل، لكن قدر الموت سيحتم على (س.ح) أن تكون أرملة بعد أن عاشت تجربة الطلاق. (س.ح) هذه المرة لا ترغب بتاتا في إعادة تجربة الزواج ولو فتحت أمامها أبوابه مترعة، إنها مشغولة بأبنائها الثلاثة تعطيهم الحنان والاهتمام، وتحاول تعويض الفراغ الذي تركه والدهم، خصوصا وأنه كان أبا حنونا ومتحملا لمسؤوليته كاملة تجاههم. (س.ح) لا تقبل أن يحل أي رجل مكان زوجها الراحل الذي نالت منه التقدير والاحترام وإعطاء الحقوق المادية والمعنوية. تقول (س.ح): إن الأرملة بمجرد فقدان زوجها تصب كل اهتمامها تجاه أبنائها ونادرا ما تفكر في الزواج عكس الرجل الذي قد تكون زوجته من المعزين كما يشاع. مطلقة لأرمل زواج الأرمل (الذي ماتت زوجته) بالمطلقة هو الأكثر حظا لأن الأرمل غالبا إذا كان لديه أطفال قد يعتبر من المغامرة أن يتزوج بكرا، لأن المطلقة في نظر الكثيرين أقدر على الصبر والتحمل. (م. ن) رجل تعليم له ثلاثة أبناء آخرهم ماتت أمه في حالة وضعه، ليجد (م. ن) نفسه أمام مسؤولية ثلاثة أبناء لا حول له بهم ولا قوة، استعان في الشهور الأولى بحماته التي رعت الوليد الصغير وحنت على الطفلين المرتبطين أشد الارتباط بوالدتهم رحمها الله. استعان (م. ن) بالأصدقاء والمعارف ليجد زوجة تؤنس وحدته ولا تشتت شمله وشمل أطفاله، فكان حظه سعيدا بالعثور على امرأة مطلقة أصبحت حديث القاصي والداني من أبناء منطقتها، ومرت خمس سنوات على تجربة الزوج بين أرمل ومطلقة توجت بالنجاح، لأن هذه الزوجة استطاعت أن تنال حب أبناء زوجها بعد أن نالت حب والدهم. لا تخفي (م. ن) أنها وجدت في أبناء زوجها أرضية خصبة لنجحها، فالراحلة أمهم ربتهم أحسن تربية وأشبعتهم عطفا وحنانا، وأكسبتهم حب الغير، مما سهل على زوجة أبيهم نيل تقديرهم. وعلق أحد المتتبعين لأخبار هذه الأسرة وهذه الزيجة على الأمر بقوله: كل من الزوجة والزوج والأولاد كان يبحث عن حضن دافئ فوجده، فكيف سيكون هذا الزواج فاشلا، أضف إلى ذلك أن تلك الزوجة كانت معروفة لدى المحيطين بها بسعة صدرها وقربها من الله. وفاء للأبناء إن كثيرا من المطلقات يعزفن هن على الزواج لسبب يرينه مهما وهو رعاية أبنائهن، وقد عبرت إحداهن عن ذلك بقولها، قد تكون لدى الفتاة رغبة شديدة في الزواج، لكن حين تكون مطلقة ولديها أطفال من الصعب عليها أن تقبل على زواج قد يكون سببا في قسوتها عليهم، (س. م) إحدى المطلقات ببنت، تقول إن زواجها من قبيل المستحيلات، فكيف تتخلى الأم على ابنها أو ابنتها بعد أن تخلى الوالد، ورغم أن ابنتها بلغت سن الزواج، إلا أن (س. م) تستبعد أن تتزوج مرة أخرى لأنها ليست مستعدة لدخول غمار تجربة لا تأمن عواقبها. زواج العزاب من المطلقات أن يكون إقبال الأرامل والمطلقين على الزواج من مطلقة أو أرملة شيء مستساغ لدى المجتمع، لكن ما يستبعده الأغلبية هو أن يتزوج العزاب من المطلقات لكن بعض التجارب لا تخضع لرأي الآخرين، وتسير في الاتجاه الذي رسمته لحياتها. (ل. ز) شابة مطلقة من مهاجر مغربي للديار الإيطالية بعد مرور شهور معدودة على زواجها، اختار أخوها الذي يسكن بالدار البيضاء أن يرافقها إلى بيته حتى ترتاح بعيدا عن أسرتها بالفقيه بنصالح خصوصا وأن أسرة زوجها قريبة منها. فتقدم إليها ابن جيران أخيها ، وألح على أخيها ليزوجها إياه، ارتاح الأخ لأخلاق ابن جيرانه ولوضعه المادي، لكن كيف سيكون موقفه إذا علم أن (ل. ز) مطلقة؟ أخبر الأخ ابن الجيران بالحقيقة ظنا منه أنه سيرفض الارتباط بمطلقة وهو أعزب، لكنه فوجئ به يرتبط بأخته رغم طلاقها، وألح على الزواج بها لأنه ارتاح لأخلاقها، ولم يكن من الأخ إلا المباركة وإخبار أسرته ليتم الزواج وبعده إنجاب طفل جاوز عمره السنتين، وغادر أخوها المغرب إلى ديار المهجر بعد أن كان سببا في زواج أخته.