قال الدكتور مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي المحلي لوجدة إن إخراج زكاة الفطر نقدا يحقق مصالح الناس في الوقت الحالي، وفي ظل التحولات الاجتماعية التي يعرفها المجتمع المغربي أكثر من إخراجها عينا، لأن إعطاء النقد يحقق للفقراء ما يحتاجونه وما يحققونه من مصلحة، ودعا بنحمزة في تصريح لالتجديد إلى مراعاة مصلحة متلقي الزكاة لأنه في بعض الحالات عندما يأخذها حبوبا أو أرزا فإنه يلجأ إلى بيعها بثمن زهيد قد لا يصل إلى ثمنها الحقيقي، والأولى بحسبه أن تعطاه نقدا حتى يشتري بها ما يحتاجه، أما في المجتمعات البدوية التي لا تزال تستعمل المواد العينية كالشعير والقمح فيمكن أن تعطى فيها عينا. وأشار بنحمزة إلى أنه لابد من الرجوع إلى العين أي ما يروج في المجتمع وما يتداول فيه من الأطعمة من أجل تقدير القدر الواجب إخراجه لزكاة الفطر، مذكرا بأن لهذا الأمر سوابق في التاريخ الإسلامي حين أخذ معاذ بن جبل من أهل اليمن في مقابل النقد عروضا لأنه لم تكن له نقود. من جانبه أوضح رئيس المجلس العلمي لفاس عبد الحي عمور أن المذهب المالكي شأنه شأن المذهب الحنبلي والشافعي يذهب إلى إخراج زكاة الفطر حبا، ولا يجيزون إخراج القيمة نقدا وإنما يتمسكون بحرفية النص بإخراجها من غالب قوت أهل البلد، لكن الأحناف يرون جواز إخراج قيمة زكاة الفطر نقدا، مشيرا إلى أن المفروض في زكاة الفطر إغناء الفقراء والمحتاجين، ومن الفقهاء من يرى أن الإغناء قد يكون بالمال أكثر مما قد يكون بالزرع والدقيق، خاصة وأنه في بعض المناطق عندما يخرج المزكي الزرع أو الدقيق يبيعونه آخذها في السوق بأقل من ثمنه الحقيقي، لذلك يقولون بإخراجه في الأصل من النقود. وهو نفس الرأي الذي يشرحه رئيس المجلس العلمي للدار البيضاء رضوان بنشقرون الذي يقول بمراعاة مصلحة متلقي الزكاة وإخراجها نقدا بسبب الظروف والتغيرات التي عرفها المجتمع المغربي. وفي السياق ذاته يوضح ميمون بريسول رئيس المجلس العلمي للناظور أن الفائدة وراء إخراج قيمة الزكاة نقدا هي أن الفائدة التي سيجنيها الفقراء وراء ذلك ستكون أكثر، خاصة وأن أغلب الناس يتعاملون بالنقد. وبخصوص مستحقي الزكاة دعا بنحمزة إلى بذل جهد من أجل تحري مستحقي الزكاة، مشيرا إلى أن الإنسان يعرف الفقراء في مجتمعه لأنه يفترض أن يتعامل معهم طيلة السنة، وأن لا يكون الإنسان كسولا فيعطيها لكل من يدق بابه كأنه يتخلص منها.