علمت التجديد أن شيخ الزاوية الدرقاوية، الحاج عباس الدرقاوي، رفع دعوى قضائية بقائد مقاطعة سلاالمدينة باب المريسة وكذا المندوب الإقليمي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، يتهمهما فيه باقتحام مقر الزاوية وإتلاف بعض ممتلكاتها دون سند قانوني، وقال شيخ الزاوية في تصريح لالتجديد إن قائد باب المريسة والمندوب الإقليمي اقتحما مقر الزاوية أثناء وجودي خارجها، وقاما بتخريب بعض ممتلكاتها دون وجه حق. ويتهم الحاج عباس الدرقاوي كلا من القائد والمندوب الإقليمي بالتواطؤ مع من أسماهم أباطرة ألفوا الاستفادة من أوقاف الزاوية ومداخيل الليالي الصوفية التي ينظمونها باسمها، بينما يريد شيخ الزاوية الحالي أن يعاد للزاوية وهجها السابق، ودورها في التربية والخدمات الاجتماعية حسب قوله. غير أن مصدرا من المندوبية الإقليمية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بسلا قال، في حديث مع التجديد، إن اتهامات السيد عباس الدرقاوي لا أساس لها من الصحة، وأضاف أن الزوايا تعد من الناحية القانونية تابعة لوزارة الأوقاف، ولا يمكن أن تكون ملكا لأحد، وأكد أن عباس الدرقاوي يستعمر الزاوية الدرقاوية ويدعي أنه حفيد مؤسسها، بينما يعد القبر محبسا على صاحبه، وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن السيد عباس الدرقاوي أغلق الزاوية في وجه مريديها، ومنع الأهالي من زيارتها قبور ذويهم وهو عمل غير قانوني، وكشف المصدر أن شكايات موضوعة لدى النيابة العامة بعباس الدرقاوي تتهمه أيضا بتكسير الأقفال واستغلال الزاوية لمصلحته الخاصة واستعملها للسكن. كما قدّم مريدي الزاوية شكاية أخرى تتهم السيد عباس الدرقاوي بالتعدي على حرمة قبور ذويهم داخل الزاوية. هذا، وتعد الخلافات حول الزاوية الدرقاوية، التي ظلت مغلقة لعقود طويلة، إلى تولى الإشراف عليها الحاج أحمد اللحياني، قديمة، وبدأت مع مجيء حفيد مؤسسها عباس الدرقاوي، الذي حظي بتعيين من أفراد العائلة الدرقاوية وطنيا، شيخا على زاوية جدهم. وأكدت المصادر نفسها أنه بعد تعيين عباس شيخا على الزاوية، بدأ في تنفيذ خطة ترمي إلى تجديد دور الزاوية الدرقاوية، باعتبارها محضنا للعلم والتربية والخدمات الاجتماعية، لكنه لقي اعتراضا من لدن الذين كانوا يقومون بشؤون الزاوية خلال فترة غياب العائلة الدرقاوية. وأكدت المصادر نفسها أن عباس الدرقاوي، وبعد تزايد الحديث عن تأطير الشأن الديني، قام حفدة الشيخ محمد العربي الدرقاوي بتقديم أوراق قانونية من أجل تأسيس جمعية تحت اسم رابطة الشرفاء الدرقاويين للشؤون الثقافية والاجتماعية يومي 6 و7 غشت المنصرم لوزارة الداخلية ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، غير أن الاعتراض على هذه الخطوة وصل إلى حدّ احتجاج قامت به سيدة ادّعت أنها من القصر الملكي، قامت بزيارة لمقر الزاوية يوم 25 غشت الماضي، اشتدت بعدها ضغوطات القائد والمندوب الإقليمي. غير أن الحاج عباس الدرقاوي نفى أن يكون حفدة الشيخ المؤسس بصدد تأسيس أي جمعية، وقال إن ذلك مجرد كذب، بينما كان قد صرّح بذلك لإسلام أونلاين في غشت الماضي. ويقول إنه يريد تنظيم الزاوية فقط وليس تحويلها إلى جمعية. ويرى مراقبون أن تحويل الزاوية إلى جميعة إذا ما تمّ، في سياق الحاجة إلى تأطير الحقل الديني، يعبّر عن طفرة كبيرة في عمل الزوايا، غير أن ذلك سيثير خلافات واعتراضات من أكثر من جهة؛ على اعتبار أن لبعض الزوايا أوقافا وثروات هائلة من شأن احتكارها أن يثير صراعات بين المستفيدين منها.