اتهمت منظمة تركستانية، حكومة الاحتلال الصينية بأنها هي المحرِّض الرئيسي لاعتداءات قومية الهان على مسلمي الإيجور بتركستان الشرقية التي احتلتها الصين عام 1949 وغيرت اسمها إلى (شينجيانج)، مما أدّى لسقوط أكثر من ألفي شهيد من المسلمين. وأوضحت جمعية التعليم والتربية والتعاون لتركستان الشرقية ، ومقرها مدينة استانبول التركية، أنه في السادس والعشرين من يونيو 2009 اقتحم مئات من العمال الصينيين الهان بأحد المصانع الواقعة بجنوب الصين مساكن العمال المسلمين التركستانيين في منتصف الليل، وانهالوا عليهم ضربًا بالعصي والسكاكين؛ مما أسفر عن مقتل ثلاثمائة، وجرح المئات ، بحسب بيان للمنظمة. وأضاف البيان: انتظر أهالي الضحايا أن تصدر السلطات بيانًا رسميًا تبيّن أسباب الحادث والمتسببين فيه، وأن تعاقب المجرمين، ولكن مرّت الأيام ولم يحدث شيء ؛ وهو ما دفع، بحسب البيان، عشرات الآلاف من التركستانيين في شوارع أورومتشي (كبرى مدن تركستان الشرقية) إلى التظاهر في الخامس من يوليو 2009 ، وذلك استنكارًا لازدواجية السلطات في التعامل مع الأحداث التي يكون ضحيتها مسلمين تركستانيين، وتنديدًا بالتمييز العنصري ضدهم . وطالب المتظاهرون ببيان أسباب الحادث، ومعاقبة المجرمين، ووقف التمييز العنصري ضدهم ، حسبما يذكر البيان، لكن السلطات الصينية قمعت المتظاهرين بإطلاق الرصاص الحي عليهم، فقتل منهم في اليوم الأول 156، وأصيب أكثر من 1080 شخصًا ، حسب الأنباء الصينية (شنخوا). وشككت المنظمة التركستانية في الأرقام التي أعلنتها السلطات الصينية حول عدد القتلى والجرحى، وأضافت أنّ المعلومات الواردة إليها من البلاد تثبت أن الشهداء التركستانيين أكثر من ألفي شهيد، وأن الجرحى والمعتقلين بالآلاف، وأن السلطات حرضت الصينيين (من عرقية الهان) على المسلمين، بل وتقوم بإبادة هذا الشعب المسلم على أيدي الجنود المتنكرين بالملابس المدنية . ولإخفاء الحقائق عن العالم، طبقًا لبيان المنظمة، قامت السلطات الصينية بحجب عشرات المواقع والمنتديات التي تبثّ باللغة التركستانية، وقطعت الاتصالات والمواصلات بين المدن، وأعلنت حالة الطوارئ في أنحاء البلاد، وتوعدت بإعدام المعتقلين، واتهمتهم بأن تظاهراتهم عمل انفصالي بتحريض القوى الانفصالية في الخارج . وفنّد البيان هذه الحجج بالقول: إن المتظاهرين خرجوا إلى الشوارع يلوحون بالعلم الصيني؛ للفت أنظار السلطات إلى أنهم ما داموا يعيشون تحت هذا العلم، فعلى السلطات أن تساويهم في الحقوق مع الصينيين الآخرين، وأن توقف التمييز والظلم الواقع عليهم منذ عقود . وشدّد البيان على أن المظاهرات لم تكن إلا نتيجة للاحتقان الشعبي بسبب التطهير العرقي، والتمييز العنصري الذي تمارسه السلطات الصينية ضد هذا الشعب المسلم منذ 1949، ولكن السلطات اتخذتها ذريعة لإبادة هذا الشعب المسلم؛ للحقد الكامن في قلوبهم ضد المسلمين التركستانيين منذ زمن طويل . واختتمت المنظمة بيانها بمطالبة الدول الإسلامية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي والمنظمات الحقوقية العالمية والدول المعنية بحقوق الإنسان والديمقراطية وجمعيات علماء المسلمين أن يكونوا على مستوى المسئولية، وأن يضغطوا على السلطات الصينية لتكف عن سياسة إبادة شعب أعزل، وأن يرسلوا وفودًا إلى المنطقة لتقصي الحقائق، وأن يقدموا الحاكم الصيني لتركستان الشرقية وانج ليجوان وعصابته إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمتهم هناك باعتبارهم مسئولين عن مذبحة الخامس من يوليو 2009 . وتركستان الشرقية كانت دولة مستقلة احتلتها الصين وسمتها شينجيانج ، وتبلغ مساحتها 1.6 مليون كيلومتر مربع، أي نحو 17% من مساحة الصين الحالية، وبها ثروات نفطية وزراعية ومعادن تعد أحد أقوى أعمدة الاقتصاد الصيني.