ما حكم الشرع في من يقذف محصنة بالباطل ويشترك في تشتيت عائلة ومحاولة التفريق بين زوجين بإرسال رسائل في الهاتف للزوج يتهمون فيها زوجته بالفساد وهي بريئة من ذلك، حيث إن لي ثلاث إخوة متزوجين من ثلاث أخوات وهن في نفس الوقت من بنات عمومتنا وأخي الرابع متزوج من ابنة شقيق زوجي. وقد حاولت هؤلاء الأخوات بشتى الطرق تفريق أخي الرابع عن زوجته إما ببعث رسائل يتهمون فيها زوجته أو بمكالمتها مباشرة بالهاتف حيت يكون الرقم مخفي وينتظرون حتى يكون زوجها بقربها ويطلبون من ابن خالة لهم أن يكلمها بكلام دنيئ وزوجها يسمع الحوار. فماذا نفعل، هل يجوز تطليقهم مع العلم انهم بدؤو يحلفون اليمين بالكذب ولا يخافون العاقبة، كما أننا لا نريد معصية الله فيهم؟ معلوم ان الشرع عظم حرمات المسلمين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه أيضا الله تعالى حذر من رمي المحصنات وشدد في ذلك فقال تعالى:( والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون. إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم ) النور: .54 واذا في نفس السورة من سورة النور يقول عز وجل:ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والاخرة ولهم عذاب عظيم وكل ذلك لحماية الاعراض وعدم جعلها في متناول الالسنة . لكن الذي اتضح في سؤالك أن الأمر مبيت وفيه تخطيط بحسب ما تقولين، فالجرم من جهتين؛ من جهة أولا رمي المحصنة واتهامها في عرضها ومن جهة ثانية الإيقاع بينها وبين زوجها بدفعه لتطليقها. وقد حذر الشرع ممن يسعى في التفريق بين المرء وزوجه فقال سبحانه وتعالى في الحديث عن السحرة:فيتعلمون منه ما يفرقون به بين المرء وزوجه وهذا الفعل الشنيع سواء كان بالسحر أو بالوشاية فهو منكر عظيم والأخطر من كل هذا أنه من القرابة والتي حقها علينا وصلها لا قطعها، فالرحم معلقة بالعرش من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله. واكتشاف كل هذا المكر والكيد كما تذكرين في سؤالك هو من لطف الله سبحانه، ولا نعلم مالذي حملهم على فعل ذلك، وفي جميع الاحوال ننصح بالعفو والصفح والتجاوز وكظم الغيظ والله تعالى يقول: والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين فجعل سبحانه وتعالى من مقامات الاحسان كظم الغيظ والعفو. الآيات والأحاديث في العفو كثيرة ومنها قوله تعالى: خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين. فمادامت الإساءة اتجهت إلى غير الأزواج فلا أرى مبررا لنقلها للأزواج ليقع التطليق بل المطلوب من الأزواج ومن الجميع أن ينخرطوا في عملية صلح وعفو فلا نحفظ بيت بخراب ثلاثة بيوت. بل نسأل الله تعالى أن يحفظ البيوت الأربعة. والله الموفق وهو أعلى وأعلم.