كشفت دراسة أعدها الباحث الجزائري مهند بركوك لمركز كارنيغي بالشرق الأوسط أن انجاح التعاون الجزائري الامريكي في مجال الارهاب يتطلب أن تسعى الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى تحقيق المزيد من التوازن في علاقاتها مع دول شمال إفريقيا و لاسيما عن طريق الضغط على المغرب لقبول ايجاد تسوية لقضية الصحراء الغربية من خلال اعتراف بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وهو موقف يكسف طبيعة السياسة التي تدعو لها بعض الجهات الجزائرية للضغط على المغرب. وأضاف تقرير أستاذ قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة الجزائر ومدير مركز الشعب للدراسات الاستراتيجية أن هذا الضغط يأتي في إطار دعم التعاون الأمني والاستخباراتي القائم بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالجزائر منذ هجمات 11 شتنبر ,2001 كما يأتي في إطار إحداث التوازن بين دول شمال إفريقيا. وحملت الدراسة أرقاما تفصيلية عن ارتفاع المساعدات العسكرية التي تقدمها الولاياتالمتحدةالأمريكية للجزائر من 121 ألف دولار أمريكي سنة 2001 إلى 800 ألف دولار سنة ,2008 وتقدم الجزائر بالمقابل تعاونا في المجالين العسكري وتوفير المعلومات عن الجماعات الإسلامية في جميع أنحاء العالم لصالح الاستخبارات الأمريكية في إطار حربها على الإرهاب. ويشمل التعاون بين البلدين، حسب الدراسة، المجال القضائي، والتعاون بين وكالة الأمن والاستخبارات، ووزارتي الدفاع الأمريكيةوالجزائرية، والتدريب في مختلف المدارس العسكرية والمعاهد والجامعات الأمريكية، وتقوم الجزائر ، حسب الدراسة، بحرب على الإرهاب، وتعتبرها الولاياتالمتحدة الحليف الرئيسي في محاربته على مستوى الصحراء، وتعتبر الولاياتالمتحدةالأمريكيةالجزائر بلدا محوريا في الاستراتيجيات الأمريكية في شمال إفريقيا ودول الساحل.