أكد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ه في رسالة، هي الأولى من نوعها منذ وصوله إلى الحكم، وجهها إلى الملك محمد السادس، على أنه يتعين على البلدان العربية أن تعتمد على التزام مبادرة السلام العربية، للقيام بخطوات إزاء إسرائيل تصب في اتجاه وضع حد لعزلتها في المنطقة، بما حمل عزوة صريحة للتطبيع تلاها تعبير أوبما في نفس الرسالة عن أمله من المغرب، كما كان في السابق، يكون رائدا في النهوض بالمصالحة بين إسرائيل والعالم العربي، وهو الموقف الذي مهد له أوباما بقوله ويمكنكم، بصفتكم رئيسا للجنة القدس، أن تساهموا في جعل أعضائها يعملون بشكل بناء من أجل تحقيق أهدافنا المشتركة. وإنني لواثق من أنه يمكننا العمل سويا بهدف إرساء أسس مفاوضات مثمرة لفائدة السلام لكل شعوب المنطقة، وكانت الرسالة قد ذكرت بمواقف أوباما بخصوص وقف المستوطنات وشروط التسوية، كما سبقها تعبير عن رغبة أمريكية في اللقاء بالملك محمد السادس. واعتبر خالد السفياني، منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، أن مخطط أوباما لا يتميز عن مخططات سابقيه فيما يخص الأسرى والقدس وحق العودة والدولة اليهودية الخالصة العنصرية والحق في المقاومة، وإن أسوأ في ما هذا المخطط هو استعماله قفازات حريرية رطبة جدا، وأنه يعمل بتواطؤ مع حكام دول عربية إلى تحويل قضية فلسطين ومعاناة شعبها طوال أزيد من 60 عاما إلى مجرد قضية مستوطنات، مبرزا ان تحويل الأنظار عن حقيقة القضية مسألة خطيرة يجب التصدي لها. وأضاف السفياني أنه في اليوم الذي يقول فيه أوباما هذا الكلام، يتم إقرار بناء مستوطنات جديدة، ويتم الاستيلاء على 137 هكتارا في محيط القدس الشريف، من لدن حكومة نتنياهو المتطرفة دون أن يستطيع أوباما وقف تلك العمليات. ودعا السفياني إلى مقاطعة الكيان الصهيوني لأنه لا يمكن التطبيع معه في مقابل الاستيطان، لأن المقاطعة هي سلاح قوي يجب التشبث به في مواجهة الغطرسة الصهيونية. مذكرا أن قضية فلسطين هي قضية شعب وأمة، وهي قضية عودة ملايين من المبعدين والمهجرين، وهي قضية بناء دولة مستقلة على كامل التراب الفلسطيني. أما العمراني بوخبزة، محلل سياسي وأستاذ جامعي ، فاعتبر أن الحكومة الأمريكية غير جادة في وقف الاستيطان، ولو أرادت ذلك لفعلت بمجرد إيماءة إلى الإسرائيليين، مشيرا إلى أن أوباما لم يستطع تجاوز مستوى الخطاب بعد إلى أن يعكس ذلك في أفعال. وجمع أوباما بين قضية فلسطين والصحراء المغربية في رسالته، غير أن محمد العمراني بوخبزة، محلل سياسي، استبعد أن يكون في ذلك نوع من المقايضة الضمنية بين القضيتين من لدن أوباما، حيث دعا المغرب إلى التطبيع وتزعم المصالحة بين الكيان الصهيوني والعالم العربي، في الوقت الذي أعرب فيه عن دعمه للمفاوضات الجارية بين المغرب والبوليساريو، مؤكدا دعمه للوصول إلى حل يستجيب لحاجيات السكان في ما يخص الحكامة الشفافة، والثقة في دولة الحق والقانون، وإدارة عادلة ومنصفة. وقال العمراني إن الموقف الأمريكي الداعم للحكم الذاتي في الصحراء لم يتغير منذ الاتفاق الذي حصل بين الحزب الجمهوري والديمقراطي قبل حوالي سنتين، مؤكدا أن أوباما يسير في الاتجاه نفسه، أي تبني المبادرة المغربية ودعمها. وأبرز أن دعوته للمغرب من أجل استعادة دوره في دعم ما يسمى السلام في المنطقة، يرجع إلى غياب وسيط ذي مصداقية، وله دور مؤثر في دعم المفاوضات مع الكيان الصهيوني، وأكد العمراني أن دور المغرب في قضية فلسطين كان محوريا على عهد الحسن الثاني، لكنه تراجع في السنوات الأخيرة في ظل غياب بديل ذي مصداقية، وهو دور حاول المصريون القيام به دون أن يستطيعوا ذلك، لأن المصريين يفتقدون إلى المصداقية، كما أنهم منحازون في مواقفهم بالنظر إلى الاتفاق الذي يربطهم بالصهاينة منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد.