تختزن الصناعة التقليدية بكلميم، التي تؤرخ لتقاليد عريقة متوارثة عبر الأجيال، إمكانيات مهمة، من شأن مخطط تنمية القطاع بجهة كلميم- السمارة (2013 2009)، توفير أمثل السبل لاستغلالها، بهدف تحسين مداخيل فئات عريضة من الصناع التقليديين، وحماية هذا الموروث من الاندثار، وذلك بتكامل مع المؤهلات السياحية المتنوعة للمنطقة. ويتمحور هذا المخطط، الذي يروم النهوض بالصناعة التقليدية باعتبارها من الأنشطة الأكثر ارتباطا بالحياة اليومية للسكان المحليين، والذي أعدته الوزارة الوصية بشراكة مع عدد من المتدخلين، بالأساس حول تشجيع الإنتاج ذي المضمون الثقافي القوي، ودعم تسويق منتوجات الصناعة التقليدية في أسواق جديدة وتحسين ظروف عمل الصناع. وفي هذ السياق، أبرز المندوب الجهوي للصناعة التقليدية بكلميم محمد سالم بوديجة أنه تم الشروع في تفعيل هذا المخطط باتخاذ مجموعة من التدابير تهم على الخصوص دعم الصناع بالمواد الأولية، خاصة توفير مادة الفضة الخام للجهة وفتح نقطة بيعها في كلميم. وأكد أن المندوبية بصدد تأطير ومواكبة العديد من الشباب حاملي المشاريع لإحداث مقاولات صغرى، خاصة في مجال الصياغة والخياطة التقليدية والنقش على الجبس والخشب، والقيام بدراسة تقنية لمشاريعهم، إذ إن البعض منها في طريق التمويل من قبل مؤسسات مالية. وبخصوص انفتاح الصناعة التقليدية بالجهة على التقنيات الحديثة لتحسين جودة منتوجاتها والزيادة في حجمها، أشار بوديجة إلى أن 63 شابا وشابة يستفيدون من التكوين بالتدرج في مجال الصياغة والمصنوعات الجلدية والخياطة التقليدية في أفق رفع عددهم إلى 102 في سنة 2010 و185 في سنة .2012 كما تم، حسب المندوب الجهوي، تأطير 25 صانعة تقليدية في مجال المصنوعات الجلدية يعملن في منازلهن من أجل تأسيس تعاونية سيتم منحها مقرا داخل مجمع الصناعة التقليدية بالمدينة ودعمها بآلات لخياطة الجلد. كما استفاد في نفس السياق خمسون صانعا في حرفة الصياغة من دورة تكوينية أطرها مكونون في المجال. ووعيا منها بالدور الذي تقوم به التصاميم بالنسبة لتسويق منتوج الصناعة التقليدية، اقترحت المندوبية الاستفادة من الحفريات والبحوث الأركيولوجية التي يعرفها الإقليم، ونسخ بعض هذه الرسومات القديمة بتنسيق مع مصممين على بعض المنتجات المحلية، لاسيما الجلدية منها. كما تعتزم المندوبية تأهيل سوق الدلالات المتواجد بالمدينة العتيقة وإدراجه في المدار السياحي للمدينة، ومواجهة منافسة المنتجات المصنعة والعصرية التي تزحف على مكان وجودهن. ولتنويع أماكن تسويق منتجات الصناع، تسعى المندوبية إلى تنظيم عملية عرض المنتجات التقليدية بالسوق الأسبوعي أمحيريش، حيث يعرض التجار منتجاتهم على ثوب أزرق يرمز إلى الرجال الزرق الذين ارتبط اسم مدينة كلميم بهم في الستينات والسبعينات. يذكر أن عدد الصناع التقليديين بإقليم كلميم، حسب المندوبية، يبلغ حوالي 4000 صانع وصانعة في مختلف الحرف الفنية الإنتاجية والخدماتية؛ ينتظمون في أزيد من 15 تعاونية (20 تعاونية أخرى في طور التأسيس) وحوالي 25 جمعية. وتتوفر مدينة كلميم على مجمع للصناعة التقليدية أحدث سنة 1978 ويضم 26 صانعا وصانعة تقليدية في حرف الصياغة والمصنوعات الجلدية والخياطة التقليدية والخشب، بالإضافة إلى مركز للتكوين بالتدرج وقاعة للاجتماعات.