ما تعليقكم على نتائج الانتخابات في مدينة مراكش، وما هي قراءتكم السياسية لانتخاب امرأة على رأس المدينة؟ عرفت مدينة مراكش حدثا مميزا تمثل في انتخاب امرأة عمدة لمدينة، ولأول مرة في المغرب، تطبق نظام وحدة المدينة طبقا للميثاق الجماعي 78/ 00 وهي مدينة مراكش كبرى المدن السياحية في المغرب، وقد شكل الحصول على العمودية في هذه المدينة السياحية رهانا أساسيا للوافد الجديد على الحياة السياسية في المغرب وهو حزب الأصالة والمعاصرة الذي سخر كل شيء لضمان هذا المنصب المهم، وإذا كان وصول امرأة لهذا المنصب الحساس في ظل الصلاحيات التي أصبح عمداء المدن يتمتعون بها، يؤكد بالملموس المكانة التي أصبحت تتمتع بها المرأة في المغرب في ظل سعيها لتحقيق المساواة وتأكيد دورها الموازي لدور الرجل، إلا أن مدينة بحجم مراكش بإشعاعها الدولي، ومكانتها كقاطرة للسياحة المغربية باستقبالها لحوالي 4 ملايين سائح، ولاستثمارات بمئات الملايين من الدراهم في ظل الطفرة العقارية التي تعرفها، يجعل هذا الاختيار مجازفة حقيقية على اعتبار حداثة سن العمدة الجديدة (33 سنة)، مما سيفتح المجال أمام الانتهازيين للتقرب منها وكذا لانعدام خبرتها لتسيير مدينة بحجم المدينة الحمراء، الرهان صعب والحفاظ على الدينامية التي عرفتها مراكش أصعب بكثير، فماذا هيأت العمدة الجديدة لساكنة مراكش ولمستثمريها؟ في ظل الوضع الجديد، هل من السهولة أن تقدر المدينة على جلب مزيد من الاستثمارات الأجنبية؟ إذا كانت مدينة مراكش تشكل إغراء للمستثمرين في المجال العقاري والسياحي بالنظر للمشاريع التي تم الالتزام بإنجازها، بالإضافة إلى التطور الذي عرفته البنيات السياحية والفندقية للمدينة، والذي عمل على شد الاهتمام إلى مراكش وجلب زوار من النوع الراقي جدا، فإن هذا التغيير الذي مس رئاسة مجلس مدينتها، من شأنه في ظل غياب التجربة والاحتكاك المسبق بطرق تسيير مدينة في حجم مراكش بمشاكلها ودينامية تطورها والرهانات الملقاة على عاتقها كقاطرة للسياحة المغربية، أن يعيق هذا التطور ويعرقل هذه المشاريع، فبالأحرى جلب مشاريع أخرى. ماذا يمكن للمواطن العادي أي يستفيد من الوضع الجديد، إذا لم تكن هناك أي إمكانية للاستفادة؟ إن انتظارات المواطن العادي في مدينة مراكش كثيرة ومتعددة تمس خدمات القرب وإصلاح الشوارع والطرق وإحداث مناطق خضراء ومنتزهات للمراكشيين وكذا الوافدين على المدينة. هذا بالإضافة إلى مشاكل اكتظاظ المدينة القديمة بالسيارات، خاصة في نهاية الأسبوع، وإيجاد مرائب لها. إلا أن إمكانية تغيير الوضع تبقى مجرد متمنيات طالت وستطول في ظل عودة بعض الوجوه السابقة والمسؤولة عن عدد من هذه المشاكل.