من المنتظر أن يحسم اليوم مصير المجلس الجماعي لمدينة وجدة، الذي تذهب أغلب التقديرات إلى أن الرئيس المقبل لن يكون غير وكيل لائحة حزب العدالة والتنمية عبد الله الهامل، الأستاذ الجامعي بكلية العلوم بوجدة، بالنظر إلى أن التحالف المشكل بين العدالة والتنمية والحركة الشعبية استطاع الصمود أمام إغراءات وضغوطات الأصالة والمعاصرة، لحدود أمس الأربعاء، التي أخرجت حزب الاستقلال بوجدة من تحالف العدالة والتنمية. ومنذ إعلان النتائج العامة التي بوأت العدالة والتنمية المرتبة الأولى، وأطاحت برئيس المجلس الجماعي السابق ووكيل لائحة حزب الهمّة، بادر فريق مستشاري لائحة المصباح إلى تشكيل تحالف ثلاثي مع الحركة الشعبية والاستقلال، وتمّ عزل حزب الأصالة والمعاصرة لوحده. ولم تترك السلطات المحلية التنافس الحزبي يذهب إلى نهايته حسب ملاحظين محليين، بل حاولت من جهتها التأثير على تحالف العدالة والتنمية بغرض تفكيكه. واتهم عبد العزيز أفتاتي، البرلماني عن الحزب، والي جهة وجدة ومسؤولين في جهاز الديستي وبعض رجال السلطة بالتواطؤ مع وكيل لائحة حزب الهمّة، بالنظر إلى عدم التحرك في ملفات تخص تزوير توقيعات، وتوزيع محلات تجارية خلال الحملة الانتخابية، واستعمال مصالح الدولة من سيارات وهواتف في الحملة الانتخابية وفي التأثير على التحالف المعلن. هذه المحاولات المتكررة، يقول عبد العزيز أفتاتي القيادي في العدالة والتنمية، في تصريح لـ التجديد، وصلت حدّ إغراء وكيل لائحة حزب الاستقلال عمر احجيرة من لدن حزب الهمّة، حيث أبرمت صفقة بين الطرفين مقتضاها أن يتولى احجيرة رئاسة المجلس الجماعي بدعم من حزب الأصالة والمعاصرة على أساس إخراج العدالة والتنمية من التحالف ومن التسيير في الأخير.غير أن السحر انقلب على الساحر يقول أفتاتي، الذي أضاف أن احجيرة اكتشف أن كلا الحزبين ليس لهما الأغلبية، وأن حزب الأصالة والمعاصرة غادره مستشاران التحقا بفريق العدالة والتنمية، وأعلنا ذلك في بيان صدر باسهمها، حيث تقوى تحالف العدالة والتنمية، في حين صدم الاستقلاليون بالسلوك الذي اتبعه وكيل لائحتهم احجيرة، وتسبب ذلك في انقسام فيما بينهم، لأن احجيرة لم يعد قادرا على العودة إلى التحالف بين العدالة والتنمية والحركة الشعبية، الذي غدر به وسار في مسار غير متفق عليه داخل مؤسسات حزب الفاسي، يقول أفتاتي، وبذلك خسر مصداقيته أمام المواطنين في وجدة، كما خسر التحالف الذي كان فيه قبل أن يغادره طمعا في ما كان يوهمه به حزب الأصالة والمعاصرة الفاشل.