قال الدكتور مولاي عمر بنحماد نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح إن تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بخصوص النقاب قطع فيما لا ينبغي القطع فيه، وأوضح أن تدخله بهذا الشكل قبل أن يتم تشكيل لجنة برلمانية أو مدارسة الموضوع من قبل البرلمان فيه حسم وتوجيه للنتائج. وكان ساركوزي قد دخل على خط الجدل الدائر في فرنسا حول موضوع ارتداء النقاب والبرقع في الأماكن العامة وذلك بعد أن تقدم 60 نائبا بطلب لإنشاء لجنة تحقيق برلمانية هدفها كما تقول ورقة في الموضوع هو تقييم وضعية لبس البرقع والنقاب من قبل بعض النساء المسلمات من أجل فهم أفضل للظاهرة وتقديم الاقتراحات بهدف مقاومة هذا الأمور التي تمثل تهديدا للحريات الخاصة على التراب الوطني. واعتبر ساركوزي في خطابه أمام البرلمان الذي قاطعته عدد من الأحزاب أن النقاب ليس رمزا دينيا، لكنه رمز لإذلال المرأة، مؤكداً أن ارتداءه غير مرحب به في فرنسا. واعتبر بنحماد أن ارتداء النقاب في فرنسا هو جزء من الحرية التي تنادي بها والتي اتخذتها شعارا للجمهورية الحرية المساواة الأخوة، مؤكدا على أن المسألة تتعلق بالحرية حتى وإن كان فيه تصادم واستفزاز للآخرين، متسائلا عن المفهوم الفرنسي للحرية الذي يبيح لامرأة أن تبدي من جسدها ما تشاء و يمنع أخرى من أن تخفي من وجهها وتبدي ما تشاء. واعتبر بنحماد أن تصريحات ساركوزي التي قال فيها أريد أن أؤكد علنا أن البرقع غير مرحب به في أراضي الجمهورية الفرنسية اعتبرها تصريحات خطيرة جدا لا تحترم العلاقات الدولية ولا تؤمن بالتعدد الثقافي والخصوصيات الثقافية. مشيرا إلى أن فرنسا تستهدف فقط الرموز الدينية للمسلمين في حين أنها لا تستطيع الاقتراب من أتباع الديانات الأخرى، ونبه إلى تناقض فرنسا مع نفسها إذ إن العلمانية التي تنادي بها تعني أن الدين لا يتدخل في الدولة كما أن الدولة لا تتدخل في أمور الدين. وأوضح بنحماد أن الحرب والتضييق الذي تتعرض له النساء المحجبات والمنقبات في بلاد المسلمين هي التي تعطي المسوغ الأقوى لمثل هذه التصريحات، فلو كانت الدول الإسلامية تحترم هويتها، لما أعطت الفرصة لهذه الحرب المعلنة على المرأة المسلمة في فرنسا.