نقل الفنان البريطاني سامي يوسف، مساء الجمعة، رواد الدورة الـ 15 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة إلى أجواء روحانية خالصة. فقد ضاقت باحة باب المكينة بآلاف الحاضرين، من رجال ونساء وأطفال، رددوا مع الفنان البريطاني المسلم لازمات أغانيه، خاصة في تمجيد سيد الخلق عليه أزكى السلام، وصفقوا طويلا لموسيقاه العذبة. وأدى سامي يوسف عددا من أغانيه باللغات التركية والعربية والإنجليزية، تجاوب معها الجمهور وقوفا لمرات عديدة، مضيفا إلى جعبة تعبيره الفني المتميز أصواتا وأساليب معاصرة في اللحن والعزف (البوب ميوزيك). وقال سامي يوسف، إن المغرب بلد يتميز بالغنى والانفتاح والحداثة، مما يحدث داخل المجتمع المغربي تنوعا ثقافيا منسجما. وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قبل ساعات من إحيائه حفلا بساحة باب المكينة، أن المملكة تميزت عبر تاريخها بعلمائها وصلحائها وأوليائها. وأعرب العازف والمغني، المسلم الديانة، عن إحساسه بالأمان الداخلي خلال وجوده بالمغرب، مشيرا إلى أنه يجد للإسلام نفسه بعدا آخر بالمغرب. كما أعرب سامي يوسف، الذي تحدث عن شغفه وزوجته الألمانية الأصل بالطبخ المغربي، عن الأمل في أن يشتغل مع فنانين وموسيقيين مغاربة. وأكد سامي يوسف، الذي قدم حفلا مجانيا مساء السبت بباب بوجلود، أنه مخلص لدينه ولفنه وينأى بنفسه باستمرار عن أن يكون صوتا لمؤسسة أو منظمة ما. وعن كونه مسلما ذا ثقافة فارسية، ويحمل جنسية بريطانية، ويعود أصله إلى أذربيجان، أجاب، بلغة عربية سليمة دون لكنة، أن هذا الأمر نعمة. وقال إنه لم يصدر ألبومات منذ عام 2005 لأن العامل الأساس وراء إصدار ألبوماته هو الإلهام قبل كل شيء وليس التجارة، مضيفا أن ألبومه الجديد، الذي يرتقب صدوره في شهر رمضان المقبل، سيتمحور حول بلده وإنجليزيته وعالميته بدرجة أكبر من ذي قبل. وكان الفنان البريطاني، الذي يؤدي أغنياته باللغات العربية والتركية والإنجليزية، قد غنى لأول مرة بالمغرب، في يوليوز ,2007 خلال الدورة الثالثة لمهرجان كازا ميوزيك أمام أزيد من 50 ألف شخص، وأعرب عن انبهاره بالشباب المغربي الذين يرددون أغانيه باللغة الإنجليزية عن ظهر قلب. وقد ظهرت الميول الفنية لسامي يوسف، المزداد بطهران في يوليوز 1980 من عائلة موسيقية، في وقت مبكر. وحصل، وعمره 18 سنة، على منحة لدراسة التأليف الموسيقي بالأكاديمية الملكية للموسيقى (روايال أكاديمي أوف ميوزيك) بلندن. كما سبق له أن أصدر ألبومي المعلم سنة 2003 و يا أمتي سنة 2005 والذي بيعت منه أزيد من ثلاثة ملايين نسخة. وكان سامي يوسف، المزداد بطهران عام ,1980 قد درس التأليف الموسيقي في الأكاديمية الملكية للموسيقى بلندن. وطعم هذا التكوين الأكاديمي بمعرفة جيدة بالنظريات الموسيقية والأساليب الفنية الشرق أوسطية (فن المقامات). يذكر بأن سامي يوسف، الذي شارك في حفل تضامني من أجل السلام في دارفور أقيم بملعب ويمبلي بلندن في الآونة الأخيرة، ينحدر من أصل أذري (أذربيجان) ويحمل الجنسية البريطانية.