تكشف البحوث المنجزة في المغرب، رغم قلتها، مدى تغلغل وباء التدخين في الأوساط الاجتماعية المغربية وخاصة لدى الشباب والنساء. وتوضح تلك الدراسات كيف أن أكثر الشرائح استهدافا بالدعاية والإغراء من طرف شركات التبغ هم الشباب دون سن 18 سنة والنساء. الوسط المدرسي الأكثر هشاشة يعتبر الوسط المدرسي الأكثر استهدافا بترويج السجائر في المغرب، ويتتقوى ذلك الاستهداف بضعف الأمن في المحيط المدرسي واقتصاره على مراقبة الباب في أغلب الحالات. وفي هذا الصدد صرح أحمد صبيري، مسؤول بمديرية علم الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة، أن عدد المدخنين الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة في المغرب في تزايد مستمر، ولاسيما بالوسط المدرسي حيث تنتعش تجارة التقسيط بعيدا عن أية مراقبة. وعزا صبيري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء في 18 ماي الجاري، هذا الارتفاع بالأساس إلى كون الشباب، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 و15 سنة أكثر عرضة للإدمان على التدخين، بالنظر إلى سهولة تأثرهم بالدعاية التي تشجع الإقبال على التدخين. وأوضحت نتائج بحث ميداني حول ظاهرة التدخين في الوسط المدرسي بالمغرب، أنجزته وزارة الصحة بتعاون مع منظمة الصحة العالمية والمركز الأمريكي لمراقبة الأمراض نشرت سنة 2007 أن نسبة المدخنين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 و15 سنة، تبلغ 5ر15 في المائة. وحسب هذا البحث الميداني، الذي ينجز كل ثلاث سنوات، فإن نسبة الذكور المدخنين تبلغ 2 ر19 في المائة، فيما تصل نسبة الإناث إلى 4ر9 في المائة، كما أن 2 ر24 في المائة من الشباب المدخنين بدؤوا تدخين السجائر قبل سن العاشرة. اهتمامات مبكرة بسوق النساء في إطار الماركوتينغ التجاري لشركة ألطاديس وبحتا عن توسيع سوق المستهلكين في المغرب قامت الشركة بدراسة ميدانية استهدفت النساء بالخصوص بحتا عن سبل رفع استهلاكهن للسجائر. كشفت الدراسة المنجزة ستة ,2005 أن 132 ألف امرأة تدخن في المغرب. وأن نصف المدخنات أعمارهن أقل من 35 سنة. وتمثل هذه النسبة حسب نفس الدراسة 3,3 في المائة من مجموع المدخنين في المغرب و4,1 من النساء. وأوضحت الدراسة أن النساء يشترين السجائر بالعلبة ونادرا ما يشترين بالتقسيط. وأكدت الدراسة التي تداولت مختلف وسائل الإعلام معطياتها، أن 85 في المائة من المدخنات يدخن النوع الرفيع من السجائر. وحددت الدراسة معدل استهلاك المدخنات من السجائر يوميا في 12 سيجارة في اليوم مقابل 15 بالنسبة للرجال. سوق التبغ بالمغرب..