اليمين المتطرف الإيطالي يتغذى وينمو سياسيا علي عدائه للمهاجرين عموما وللجالية المسلمة خصوصا. وحملاته على المواطنين الجدد لا تنتهي. فقد طالب من حكومة روبيرتو كوتا وزملاء له في حزب عصبة الشمال العنصري الموافقة على مقترح مرسوم يقضي بوقف بناء أماكن عبادة تخص المسلمين. وقد وصل بالفعل ذات عشية، الأسبوع الفارط، النص المقدم من عصبة الشمال إلي قبة المونتيشيتوريو، البرلمان. و يسعى نص القانون المقترح أيضا ـ يقول مصدر إعلامي إيطالي ـ إلى التصدي للإرهاب وبناء دور العبادة المتعلقة بالمسلمين. ويحرض الحكومة على العمل على طرد الأئمة الذين يساهمون في نشر ثقافة الإرهاب . وتؤكد العصبة طلبها إلى الحكومة بتعليق بناء مساجد جديدة ومراكز ثقافية إسلامية إلى حين إيجاد قانون ينظم بناء أماكن العبادة بالنسبة للديانات التي لم تتمكن حتى الآن من صياغة اتفاقية مع الدولة. والمقصود هنا طبعا هي الجالية المسلمة. وتقترح العصبة ضمن شروطها الثابتة أن تتدخل الجهات ومجالسها البلدية وساكنتها عبر الاستفتاء في التصريح وإعطاء الإذن ببناء مسجد أو مركز ثقافي إسلامي يخص الجالية المسلمة. لا، بل ويشترط اليمين المتطرف في عصبة الشمال أيضا قبل أي تصريح أن يراعى حجم المساحة المخصصة لأماكن العبادة للمسلمين بالمقارنة بعدد أفراد الجالية المقيمة في كل مكان يرغبون إقامة البناء فيه. وبطبيعة الحال تقول العصبة لا للمساجد بدون منارات ولا أدان والواجب أن يبعد المسجد المفترض إنشاؤه بكيلومتر على الأقل من أي كنيسة. هدا بالإضافة إلى شروط أخرى تروم إضافة مزيدا من العنت على الراغبين في إيجاد فضاء روحي يلجئون إليه للعبادة وكمتنفس كلما ضاقت عليهم الدنيا بمادياتها. اليمين المتطرف يعتبر حملته على المساجد حربه الأولى ولا يستصغر أي شيء يتعلق بالعرب والمسلمين ليجعل منه موضوعا لحرب ثانية. وهو الأمر الذي حدث مع الكباب أو الشوارمة، إد حاولت العصبة في منطقة لومبارديا (شمال إيطاليا) طرح قانون ضد أكلة الكباب، التي أصبحت تجارة مغربية بامتياز. ذلك أن الكباب وحسب المختصين أصبح يحاصر أكلة البيزا في إيطاليا وأوروبا أيضا. فحسب الموقع الالكتروني سترانييره إن إيطاليا ـ الذي يعنى بشؤون الهجرة والمهاجرين ـ فإن أكلة الكباب تركية الأصل صارت ـ وكما حدث في ألمانيا ـ تجتاح الثقافة الغذائية الإيطالية وأذواق الإيطاليين ولابد أنها ستزيح الأكلة الايطالية المشهورة الواسعة الانتشار إلى درجة دنيا في سلم الأكلات السريعة، بعد أن أطاحت بأكلة الـبوركيتا التي يدخل لحم الخنزير