يطرح تنامي عدد الكازينوهات في المغرب مفارقة كبيرة تفضح ازدواجية تدبير الشأن العام في المغرب. فمعاملات القمار محرمة في الإسلام الذي يدين به المغاربة ويجرمها القانون عليهم. غير أن الترخيص لستة كازينوهات في الغرب، 3 في أكادير وإثنان في مراكش وواحد في طنجة، مع سابع بوارزازات ينتظر الترخيص النهائي، يكشف الوجه الآخر لسياسة الأمر الواقع التي تمرر بها اقتصادات الحرام مثل إنتاج وترويج الخمور وبيعها. ويكشف ما أوردته مصادر من قطاع الكازينوهات من كون 80 في المائة من روادها مغاربة، حقيقة صناعة الكازينوهات التي يروج في تبرير الترخيص لها بكونها عاملا مهما في تشجيع السياحة. كما أن ما أفادت به ذات المصادر من أن تلك الكازينوهات لا تصرح إلا بحوالي 40 في المائة من رقم معاملاتها المالية ينسف ادعاء اعتبارها موردا ماليا هاما من موارد الدولة. ويظهر التطور التاريخي لشبكة الكازينوهات بالمغرب أنها تعكس إرادة للدولة في تشجيعها. ففترة الاستعمار لم تعرف سوى كازينوها واحدا كانت له رخصة احتكار القطاع لمدة 75 سنة، غير أنه، وبعد 4 سنوات من الاستقلال، رفع عنه امتياز الاحتكار ليفسح المجال للاستثمار في قطاع الكازينوهات. ومن جهة أخرى تكشف طبيعة تنظيم قطاع الكازينوهات عن وجود إرادة تهريبها من رقابة المجتمع وحصر تدبيرها في دواليب الوزارات الثلاثة، الداخلية والسياحة والمالية، إذ إن الظهير المنظم للقطاع، والذي يرجع تاريخ وضعه إلى سنة ,1948 لم يتغير، كما أن البرلمان المغربي لم يعالج أي قانون في الموضوع، ليبق تدبير القطاع مرتكزا على دوريات داخلية يضفي على عملية الترخيص طابع المؤامرة بغية تهريب الموضوع عن النقاش العمومي كونه يحرج الدولة أمام المواطنين. ويدخل في منطق التدبير بالدوريات، الدورية التي صيغت في عهد حكومة اليوسفي، والتي حصرت المجال الجغرافي للترخيص في 6 مدن مغربية وهي طنجة والمحمدية ومراكشوأكادير ووارزازات. وتطرح مسألة الترخيص لستة كازينوهات واحتمال الترخيص لسابع في مغرب الاستقلال، إمكانية توسع شبكتها، مع وجود رغبة لدى المستثمرين الأجانب بجعل مسألة إخضاع القطاع لمراقبة المؤسسات المنتخبة بما يجعله يتماشى وتقاليد المغرب وقيمه، وبما يحقق الحصانة للمغاربة من أن تشيع فيهم قيم القمار وثقافة الكازينوهات المدمرة. ويهدف الملف إلى تسليط الضوء على أهم الجوانب المتعلقة بصناعة قمار الكازينوهات في المغرب؛ أملا في فتح نقاش عمومي حول جدواها على مستوى القيم وعلى باقي المستوايات. للمزيد من المعلومات اضغط هنا