يواصل عدد من ضحايا ما سمي بسنوات الرصاص المعتصمون أمام المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان إضرابهم عن الطعام منذ 13 ماي الجاري، احتجاجا على عدم الاستجابة إلى مطالبهم المتمثلة في تفعيل المقررات التحكيمية لهيئة الإنصاف والمصالحة، والتسوية المالية والإدارية، وجبر الضرر.. والتعويض عن سنوات الاعتقال الذي وصفوه بالتعسفي. وأكد بعض المعتصمين في تصريح لـالتجديد أنه في حالة لم تتحقق مطالبهم، فإنهم مستعدون للسير في خط تصاعدي وفق برنامج نضالي قد يصل إلى نزول عائلاتهم لساحة الاعتصام. مشيرين، أنه سبق لهم وأن خاضوا عدة معارك نضالية، وحوارات مع رئيس المجلس، كلها كانت غير مجدية، حيث أن الرئيس، اعترف لهم ـ حسب قولهم ـ أن هناك عراقيل من قبل الحكومة وهناك بيروقراطية، وأضافوا أنه لم يحدد لهم أي سقف زمني لمعالجة ملفاتهم. وأوضح المعتصمون القادمون من مناطق مختلفة، أنهم ظلوا يترددون على المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان منذ أن أوكل إليه الملك في خطابه يوم فاتح يونيو 2006 مهمة تفعيل توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة، كما أن من بينهم من قدم من جنوب الصحراء متخطيا العوائق المالية من أجل لقاء المسؤولين دون جدوى، ما دفعهم إلى اختيار البقاء أمام المجلس إلى حين الاستجابة لمطالبهم، رغم الصعوبات المادية والمعنوية لهذا القرار. حيث أن معظم هؤلاء المعتصمين متزوجون، ولهم أطفال، وقد تركوا أسرهم في ضائقة مالية، مؤكدين أنه لولا تعاون الأصدقاء الذين يقدرون وضعنا لما استطعنا الاستمرار. وفي السياق ذاته، أوضح معتقل سابق في تصريح لـالتجديد بالقول إنه ليس هناك من معتقل واحد يعاني إلا وتعاني معه عائلته الشيء نفسه، والمعاناة تتجاوزنا كأفراد لتصل إلى الجماعة، فعائلاتنا تعاني لكي تمدنا بالخبز ثم تعاني من المضايقات الأمنية ومن جهة أخرى، تساءل المعتصمون عن المعايير التي خولت استفادة ضحايا آخرين دونهم، فيما يستمر المجلس في تأجيل النظر في وضعهم، وأكد أحدهم أنه سبق وأن تم إقبار الملف لكن مع الاعتصامات السابقة تمت استعادته، ويبدو أن هناك نية لإقباره مجددا. إلى ذلك، ذكر المعتصمون لـالتجديد أنهم يعانون من أوضاع صحية ونفسية صعبة منذ أن تم إطلاق سراحهم، فحاولوا الاندماج في المجتمع ونسيان الماضي.. وتصف المعتصمة الوحيدة ضمن المجموعة، آلامها التي تضاعفت بسبب وضعها الصحي الذي قالت إنها ورثته عن ماض الاعتقال، اشتد مع ظروف الاعتصام، حيث تم نقلها في إحدى ليالي الاعتصام إلى المستشفى. لكن علاجها الذي وصفته بالعسير يتطلب ـ حسب قولها ـ تكلفة مادية باهضة تعجز عن توفيرها، وبالرغم من ذلك، يتلكأ المجلس في النظر في ملفها حسب قولها.