أعلنت السلطات المحلية في مدينة سبتة يوم الاثنين 4 ماي 2009 عن ظهور أول حالة يشتبه في إصابتها بأنفلونزا الخنازير، كما أمرت السلطات الصحية بـمدينة سبتةالمحتلة، باحتجاز 26 راكبا وصلوا الأحد على متن قارب من قادش (جنوبإسبانيا) إلى سبتة في منازلهم؛ بعد أن ظهرت عليهم أعراض مرض أنفلونزا الخنازير وفقا لوكالة (إفي)، مما أحدث حالة من الهلع في مدن شمال المغرب. وقال مراسل التجديد بمدينة الناظور إن خبر وصول المرض إلى سبتةوإسبانيا أحدث نوعا من الرعب في نفوس السكان، بسبب حركة التنقل الدؤوبة والحركة التجارية بين مدن الشمال وسبتة ومليلية وإسبانيا، وعبر أحد المواطنين من الناظور عن تخوفه من دخول مدينة مليلية، وركوب الحافلة، مضيفا في السياق ذاته، أن أبناء أشقائه بإسبانيا منعوا أطفالهم من الذهاب إلى المدارس بسبب تخوفاتهم من انتقال المرض إليهم، وفي تصريح آخر، عبر مواطن بالناظور عن تخوفاته من تهريب لحوم الخنازير القادمة من دول أمريكا الجنوبية عبر بوابة مليلية، والتي لا تخضع للمراقبة الصحية، مضيفا أنها تصل إلى جل مدن المغرب. كما عبر عن تخوفاته من احتمال وصول المرض إلى المغرب بسبب الزيجات بين المغاربة والإسبان. وكثرة التنقل بين البلدين؛ سواء بسبب العمل أو السياحة أو التهريب. وتعليقا على الموضوع، قال الدكتور نور الدين شوقي مدير مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض، إنهم على اتصال مكثف مع السلطات الإسبانية بعد الإعلان عن حالة الإصابة بسبتة، مضيفا في تصريح لـالتجديد أن المصاب سائح إيطالي قدم إلى سبتة من المكسيك، ولا يعرف إن كان سيزور المغرب، مؤكدا أن جميع الاحتياطات متخذة لمنع وصول المرض إلى المغرب، وأشار في السياق ذاته، أنه تم عقد اجتماع إقليمي، وتم تقرير الزيادة في دعم تعزيز المراقبة في باب سبتة والمناطق المجاورة تحسبا لأي طارئ. وبالمقابل، لم يستبعد مصدر طبي بالناظور انتقال العدوى بحكم القرب الجغرافي وحركة التنقل بين المغرب وإسبانيا والمدينتين المحتلتين بصفة مكثفة، مضيفا حسب مراسل التجديد أن هناك اجتماعات ماراطونية تعقد لمدارسة الوضع، وللحيلولة دون وصول المرض إلى المغرب، كما يجري ـ حسب المصدر ـ تنفيذ تعليمات وزارة الصحة بتنسيق مع كافة المصالح الخارجية الأخرى، كما أشار إلى أن هناك مداومة طبية طيلة 42 ساعة بكل من بني انصار والمطار الدولي للناظور العروي. وعن الإجراءات التي تتخذها لجنة المراقبة المكونة من ممرضين وأطباء، قال المتحدث نفسه، إنه يتم فحص أي وافد من المكسيك بعين المكان، وإذا ثبت خلوه من المرض، يتم الاحتفاظ بمعلوماته الشخصية، قبل مغادرته المكان. أما الزوار من المناطق الأخرى، فيمرون عبر جهاز كشف الحرارة، بينما لا تجري أي مراقبة للمغادرين، مضيفا أنه لم يتم الكشف عن أي حالة إلى حد الآن. وحسب مكتب الصرف فإن إسبانيا هي ثاني شريك تجاري مع المغرب بعد فرنسا، إذ ارتفعت المعاملات التجارية بين البلدين خلال الأشهر الثلاثة الأولى بـ13,8 في المائة، ويحتل السواح الإسبانيون الرتبة الثانية في عدد الوافدين على المغرب، إذ بلغ عددهم خلال السنة الماضية816 ألفا و985 ألفا. وفي موضوع متصل، أفاد مراسل التجديد بمراكش، أن الإجراءات الاحترازية ما تزال سارية في كل من مطار مراكش المنارة وكذا مطار المسيرة بأكادير، وأشار أن مدير مطار مراكش المنارة، أفاد في تصريح لـالتجديد، أنه تم تشغيل 4 أبواب حرارية، مع وجود طاقم طبي مداوم طيلة 24 ساعة، مضيفا أنه لم يجر الكشف عن أي حالة إصابة بأنفلونزا الخنازير. كما أفاد ـ حسب مراسل التجديد بمراكش، أن حركة الطيران لم تتأثر بهذا الوباء المفترض. وفي موضوع متصل، قال مدير مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض، إن الخنزير البري لا يشكل خطرا الآن بالنسبة لهذا المرض، مضيفا في تعليق على خبر إصابة خنازير بكندا بالفيروس المسبب للأنفلونزا، وقول منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة الفاو إن ذلك يبعث على القلق، وأكدت ضرورة تشديد الرقابة على مزارع الخنازير التي تجري تربتها في المغرب، مضيفا في تصريح لـالتجديد أن وزارة الفلاحة والصيد البحري قائمة بواجبها وتتابع جميع مراكز تربية الخنزير بالمغرب بحرص وصفه بالشديد. وفي السياق ذاته أفاد الدكتور شوقي، أنه لم يجر لحد الآن الحديث في العالم عن أي تهديد قد يشكله الخنزير البري، مؤكدا أن حالة الخنازير في المغرب لا تدعو نهائيا إلى القلق، موضحا أن المرض انتقل في كندا من البشر إلى الخنزير وليس العكس. وفي موضوع متصل، أكد يونس محب المسؤول عن مصلحة التنسيق والتتبع بمندوبية المياه والغابات في تصريح لمراسل التجديد ببني ملال أن غابة الجهة سليمة لحد الساعة، وأن عناصر المياه والغابات يراقبون الوضع عن كثب ويرفعون تقارير يومية عن صحة الوحش وتلقوا تعليمات للإخبار بأي ملاحظة حول صحة الخنزير كظهور مرض أو مرض، أو أي حالة غير طبيعية، وأضاف ـ حسب مراسل التجديد أن مصالح المياه والغابات تلقت إرسالية من ولاية الجهة في الموضوع لتنشيط الخلية التي كانت قد شكلت سابقا لما ظهرت أنفلونزا الطيور، مشيرا إلى أن قطيع الخنازير البرية يتميز بالحركة الدائمة، مما يجعل إحصاءه صعبا، وشبه الحالة بالتي وقعت مع الطيور، إذ تبين أن الطيور المعنية بالحمى هي التي توجد في الإسطبلات، أما البرية (البلدي) فكانت سليمة. وعن تأثيرات نبأ أنفلونزا الخنازير على السياحة الجبلية بالجهة، أكد محب أن الأمر سابق لأوانه، كما أن فترة الصيد هي الآن موقوفة بقوة القانون لأن فترة الصيد أغلقت، لكن لا شيء يمنع حركة السواح. ومن جانبه قال مصطفى الردادي المدير الجهوي للصحة العمومية ببني ملال لـالتجديد، إن طاقما طبيا يعقد اجتماعا ـ إلى حدود كتابة هاته السطور ـ بخصوص التدابير المزمع اتخاذها، والاستراتيجية التي يتوجب نهجها، إلا أنه لم يكشف عن نوعية الإجراءات التي ستتخذ فيما أشار مصدر مطلع إلى أن أنفلونزا الخنازير ستواجه بنفس الطريقة التي ووجهت بها أنفلونزا الطيور.وفي السياق ذاته، قالت منظمة الصحة العالمية إنه ليس هناك بلد في العالم في مأمن من عدوى أنفلونزا الخنازير. وأعلنت أنها قد تكون بحاجة إلى بضعة أيام لتحديد ما إذا كانت سترفع حالة التأهب بالنسبة لخطر تفشى المرض من المستوى الخامس حاليا إلى مستوى أعلى وأن انتشارها اكتسب شكلا وبائيا عالميا.وفي السياق ذاته، حذرت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية من أن أنفلونزا الخنازير قد تتراجع قبل أن تعود للظهور بقوة لا سابق لها. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الداء خلف هلاك 23 شخصا (22 في المكسيك وواحد في الولاياتالمتحدة) وامتد إلى عشرين بلدا.