عرضت مؤسسة البيت العربي بمدريد أول أمس الثلاثاء الفيلم الوثائقي مطرودون في 1609 الذي يسلط الضوء على صفحة مظلمة من تاريخ إسبانيا، حيث يؤرخ الفيلم لمأساة طرد الموريسكيين من إسبانيا، وهو الحدث الذي يمر عليه الشهر الجاري أربعة قرون. ويتناول الفيلم قصة أسرة عاشت هذه المأساة التي ذاق مرارتها أكثر من 300 ألف موريسكي طردوا من إسبانيا في التاسع من أبريل عام 1609 بموجب المرسوم الذي أصدره الملك فيليبي الثالث، بسبب انحدار هؤلاء من أصول مسلمة. وعقب عرض الفيلم الذي شهد إقبالا جماهيريا كبيرا، علقت مديرة مؤسسة البيت العربي خيما مارتين مونيوث قائلة: لقد كانت عملية طرد جماعي جائر، اتسمت بالظلم وعدم التسامح والعنصرية والكراهية الثقافية ليس لها مثيل. وأكدت مونيوث: يجب على الشعوب أن تتعرف على ماضيها وخاصة الصفحات المظلمة منه، ولهذا قررنا عرض الفيلم هنا في هذه المؤسسة، كما حرصنا على تشجيع عرضه في أكثر من قناة تليفزيونية إسبانية، مشيرة إلى أن فهم هذه الحالات من التعصب اللاإنساني التي شهدها الماضي من شأنه أن يساعدنا في الحاضر والمستقبل على تجنب تكرار هذه الظواهر التي نعرفها حاليا باسم العنصرية وكراهية الأجانب. أما بطل الفيلم النجم الإسباني، فرناندو جيين فأكد أن الفيلم مناسب جدا لتوعية الناس بأن العرب الذين يعيشون على أرض إسبانيا اليوم ليسوا من أنصار تنظيم القاعدة ولا من دعاة التطرف أو التشدد على الإطلاق. ويمزج مخرج الفيلم، الذي شارك في إنتاجه تليفزيون كتالونيا والتليفزيون الإسباني الحكومي وشركة ساجريرا للصوتيات والمرئيات وقناة أراجون والقناة التاريخية بالتليفزيون الإسباني، يمزج داخل البناء الدرامي للعمل الجانب الخيالي السينمائي بمقابلات مع خبراء في مختلف الموضوعات التي تتعلق بهذه القضية، للتعرف على الأوضاع في تلك الفترة، وما هو الشعور السائد في إسبانيا تجاه مأساة طرد الموريسكيين الذين أجبروا على الخروج والتخلي عن أبنائهم لحمايتهم ترك أموالهم، بجانب تسليط الضوء على الإسهام الثقافي والتاريخي الذي قدمته هذه الفئة من المطرودين للدول التي استقبلتهم في شمال إفريقيا. ويأتي عرض فيلم مطرودون في 1609 في إطار المؤتمر العام الذي يقام في إسبانيا العام الجاري بمناسبة مرور أربعة قرون على طرد الموريسكيين تحت شعار الموريسكيون: تاريخ أقلية، لبحث موجات النفي والطرد المتعاقبة التي تعرض لها أكثر من 300 ألف من الموريسكيين، لاجتثاثهم من الأراضي الإسبانية، بعد أن استقروا وأقاموا بها حضارة مزدهرة امتدت من عام 711 إلى ,1492 وهو عام سقوط غرناطة في أيدي الملكين الكاثوليكيين فرناندو وإيزابيل.