سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الدكتور منير الباشوشي (الأخصائي في أمراض السرطان بمركز الأنكلوجيا الأزهر في الرباط) لـ"التجديد": أرقام السرطان بالمغرب غير مضبوطة بسبب عدم التوفر على سجلات
ما هو السرطان؟ السرطان هو ورم يخلق في عضو من أعضاء الجسم، ناتج عن تطور عشوائي في خلية من خلايا هذا العضو، وفي جسم الإنسان هناك ما يمكن أن نسميه جهاز حراسة، يحذف كل خلية يقع فيها خلل، ولكن في بعض الأحيان يقع هناك تكاثر في هذه الخلايا، ويؤدي ذلك إلى ظهور الأورام. ما هي أسباب الإصابة بهذا المرض الخبيث؟ هذا الخلل الذي يقع في الخلايا ويؤدي إلى ظهور الأورام لديه أسباب منها، وقوع خلل في جينات الخلايا، أو بعد التعرض لأسباب خارجية عن الجسم، كالتعرض للأشعة النووية، أو أشعة الشمس التي تؤدي إلى سرطانات الجلد، أو التعرض للفيروسات التي تؤدي إلى سرطان عنق الرحم، أو الإكثار من اللحوم والدهنيات التي تؤدي إلى سرطانات المعي الغليظ، أو كما هو معروف عند عموم المواطنين التبغ والتدخين الذي يؤدي إلى سرطانات الرئة والحلق والحنجرة. هل هناك إحصائيات حول الإصابة بالسرطان في المغرب؟ الأرقام التي نتوفر عليها غير مضبوطة، بسبب عدم التوفر على سجلات، وهناك سجلان فقط في المغرب واحد في الدارالبيضاء، وآخر وضع أخيرا في الرباط، ونحن في المغرب ما نعرفه هو أنه هناك 30 ألف حالة منتظرة في السرطان، ولا يصل منها إلى المستشفيات سوى النصف. ارتباطا بالتغذية، خلصت دراسة أصدرها المعهد الوطني الفرنسي للسرطان إلى ارتفاع حالات الإصابة بالسرطان بسبب تناول الخمر ما تعليقكم على ذلك؟ بصفة عامة، فالكل يعلم أن تناول الخمر هو مضر بالصحة، سواء من حيث الإصابة بالسرطان، أو أمراض الشرايين.. لذلك يجب التوازن في التغذية بصفة عامة، سواء بالنسبة للكحول أو اللحوم أو غيرها، فكل ما يؤخذ بشكل غير متوازن يؤدي إلى مشكل صحي. لكن المغرب، وحسب دراسة أمريكية صدرت أخيرا، صار على رأس المناطق الأكثر إنتاجا للخمور، حيث ينتج أزيد من 3 مليون قنينة سنويا من النبيذ، ولا يصدر منها سوى مليون قنينة، بينما يتم تصريف الباقي في السوق الداخلية، ألا يستوجب ذلك دق ناقوس الخطر؟ المغرب دولة من ضمن الدول، وهناك دول تنتج أكثر من المغرب، لكن المشكل لا يطرح من هاته الناحية، فالمشكل يطرح من خلال تربية كل شخص، فكما أن مشكل الخمر مطروح، فهناك أيضا مشكل التبغ، فالمغرب ينتج الملايير من السجائر ويسوقها، والدولة تأخذ قسطا من الضرائب على هذا المنتوج، ونحن نعرف أن السجائر تؤدي إلى الإصابة بسرطان الرئة، والتي لها تطورات خطيرة، وتؤدي إلى سرطانات علاجها صعب، ولا تؤدي إلى نتائج سارة، وحتى لا ندخل في أمور دقيقة، فالإفراط في كل شيء يؤدي إلى نتائج خطيرة، فبغض النظر عن الاعتبارات الدينية، لا يمكن أن أقول لمن يدخن أو يشرب في وقت من الأوقات إنك ستصاب بالسرطان، لكن هناك العديد من الناس الذين يقولون مثلا أنا أعرف فلانا أو علانا يدخن ويشرب الخمر منذ 30 سنة، ولم يحدث له شيء، فهذه مقارنة خاطئة، وبالنسبة إلينا؛ النصيحة التي نوجهها هو أننا نعرف الأمور التي تضر بالصحة، فنحن نعرف أن الخمر تضر بالصحة؛ سواء أكانت بكمية قليلة أو كثيرة، وأن التبغ يضر؛ سواء أكان قليلا أو كثيرا، وأن الإكثار من الوجبات الغذائية الدهنية يضر. هل هناك دراسات في المجال؟ بالنسبة لعلاج السرطان؛ لم يأخذ هذا المجال أهميته سوى في السنوات الأخيرة، ولم يكن من أولويات وزارة الصحة، ولم يقفز إلى الواجهة سوى في السنوات العشر الأخيرة، وكما قلت، الإصابات المنتظرة هي 30 ألف حالة، ولا يصل إلى المستشفيات سوى 15 ألف حالة، و15 ألفا أخرى لا تشخص أو تشخص في وضع متقدم ولا تصل إلى المستشفيات ولا تعالج، وبذلك لا تدخل في الإحصائيات. هل هناك تقدير للحالات التي من أسباب إصابتها بالسرطان تناول الخمور؟ ليس لدي رقم مضبوط، لكن ربما 5 في المائة هي حالات السرطان الناتجة عن الخمور، فسرطانات الحلق والحنجرة التي يكون من مسبباتها الخمر؛ لا تأتي في أنواع السرطانات التي تحتل المراتب الخمس الأولى والمعروفة عند عموم الناس.