الرسالة التي رد بها مؤلف كتابمفكري الإسلام رشيد بن الزين على الشاذ عبد الله الطايع تستحق المناقشة في كثير من تفاصيلها وحيثياتها، لكن المثير فيها شيئان: الأول هو قوله بأن علم النفس والتحليل النفسي يؤكدان أن الشذوذ الجنسي ليس اختيارا فرديا حرا وإنما هو توجه جنسي مفروض على الأفراد، وهي المقولة التي لا مستند علمي يدعمها، بل إن العلم يقول بعكسها، إذ يكفي في هذا الصدد أن نشير إلى دراسة كبير المتخصصين في الموضوع، البروفيسور روبرت سبيتزر والذي أكد من خلال ورقته البحثية التي قدمها في الجمعية الأمريكية لعلم النفس سنة 2001 أن الشذوذ الجنسي مرض نفسي وأن العلاجات النفسية أثبتت نجاحها في تغيير الميولات الجنسية من المثلية إلى الغيرية، أما الأمر الثاني، وهو الربط بين الشذوذ والديمقراطية، كما لو كان الطريق نحو الديمقراطية لا يكتمل بدون الاعتراف بحرية الشذوذ الجنسي، بل إن الكاتب اعتبر حرية الشذوذ الجنسي وعدم تجريمه تحديا حقيقيا أمام مسار المغرب نحو الديمقراطية. والحقيقة أن هذا الربط الملغوم، يراد به، من جهة، ممارسة الضغط على المغرب لفرض أجندة قيمية غربية على منظومته القيمية، كما يراد بها من جهة أخرى مصادرة حق الشعوب، ومنها الشعب المغربي، في أن يؤسس تجربته الديمقراطية بناء على أرضية قيمه التي تعتبر الشذوذ الجنسي انحرافا سلوكيا ضد الطبيعة الإنسانية.