لماذا أسستم نقابة للصحافة الالكترونية؟ عرفت الصحافة الإلكترونية بالمغرب طيلة السنين الماضية تطورا هائلا على المستوى الكمي والنوعي، مما أكسبها أهمية بالغة في الحياة العامة... وتجلى ذلك من خلال ارتفاع المؤشرات العددية للصحفيين المغاربة داخل وخارج المغرب، وتنوع مجالات اشتغالاتهم، عبر ما يناهز 100 موقع، وأصبحت للصحفيين قدرة فائقة على اكتساب المعلومة بسرعة، لكن بقيت النظرة للصحفي الإلكتروني قاصرة ومحدودة، ولا تعدو أن تكون مجرد موضة عابرة، وفي غياب إطار نقابي يدافع عن هوية هذه العناوين الإلكترونية، ومن يمثلها أمام الجهات الوصية، ازدادت الصحافة الإلكترونية تهميشا وإقصاء، تشريعا وواقعا، وأصبح التأسيس لإطار النقابة الوطنية للصحافة الالكترونية المغربية معطى موضوعيا وذاتيا للبحث عن مساحات أكبر للحرية، في مواجهة صعوبات الصحافة الإلكترونية. لكن لماذا نقابة وليست جمعية؟ ولماذا لم تنخرط هذه النقابة تحت مظلة النقابة الوطنية للصحافة المغربية؟ العمل النقابي أوسع مما يظن، والنقابة الوطنية للصحافة الالكترونية المغربية مستوعبة في قانونها الأساسي لكل جمعية تشتغل في الصحافة الإلكترونية، وتلتزم بتوفير الحماية القانونية والأخلاقية والمهنية، والدفاع عن الحقوق المادية والمعنوية للمشتغلين في الصحافة الإلكترونية لكل الأشخاص الاعتباريين والذاتيين، وتتميز بتحركاتها لتحقيق التمثيلية النقابية أمام الجهات الوصية دون تعصب أو تحيز، ولا تدعي الاحتكارية أو نهج سياسة الإقصاء، بل هي منفتحة على كل مبادرات التعاون والشراكة مع المجتمع المدني والهيئات الحكومية وغير الحكومية وطنيا وعربيا ودوليا. شعارها المركزي الاستقلالية عن جميع الهيئات وأجهزة الدولة. ومن جانب آخر استحضر فعل التأسيس الفراغ القانوني الذي تعيشه الصحافة الإلكترونية، وما يترتب عن ذلك من حرمان المجال الالكتروني من التمويل وتسديد المصاريف وغياب التخطيط وغياب الممثلين وعدم وجود العائد المادي والمعنوي للصحافة الإلكترونية من خلال الإعلانات كما هو معمول به في الصحافة الورقية. وفي غياب الأنظمة واللوائح والقوانين، لم يجد أزيد من 100 موقع والآلاف من المدونات المغربية، إطارا يدافع عنها، رغم تواجدها منذ ما يفوق الثلاث إلى أربع سنوات، بما فيها النقابة الوطنية للصحافة المغربية التي عملت على تهميش الصحافة الإلكترونية، إضافة إلى أن فضاءها القانوني، لم يتطور لاحتضان هموم قضايا الغالبية العظمى من الصحفيين بالمواقع الإلكترونية المغربية والمدونين، الذين لا يتوفرون على بطاقة وزارة الاتصال، وغير معترف بهم، ويتم تجاهلهم بالكامل في المهرجانات الوطنية، ولم تتحرك نقابة مجاهد لإنصاف هؤلاء، وفك الحصار عليهم، رغم أن الصحافة الإلكترونية تساهم في رفع الكثير من الحواجز وتعرية أوضاع مخزية على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ما أوجه اختلافكم مع الرابطة التي عقدت لقاء تحضيريا بتطوان لتأسيسها؟ الحق في الاختلاف والمغايرة لا يفسد للقضية ودا، وفكرة تأسيس كيان وإطار وطني بين مجموعة من الزملاء في مواقع إلكترونية ومدونات، انطلقت في لقاءاتها التحضيرية بتطوان في إطار التضامن مع الصحفي المعتقل حسن برهون، وأجريت هناك مشاورات مستعجلة لتأسيس فعل نقابي، وفي غياب احترام المساطر المعمول بها في قانون التجمعات العمومية، وأمام خلافات شخصية بين زملاء، وبنفس الهموم ارتأى البعض الحاجة في التأسيس للرابطة وآخرون اقتنعوا بضرورة العمل النقابي، ولكل وجهة هو موليها، ولا مجال للمزايدة أو الاحتكار وادعاء معصومية التمثيل الالكتروني، يجب على المشتغلين بالإعلام أن يكونوا في مستوى التطلعات بأبعادها الإستراتيجية، وباعتباري لست ناطقا رسميا باسم النقابة الوطنية للصحافة الالكترونية المغربية وعضوا بكتابتها الوطنية، أشدد القول أن كل من يحمي حقوقي ككاتب وكمدون وكصحفي وكتقني إلكتروني أنا معه فقط أن تكون الرؤية واضحة، تتحلى بالمهنية والمصداقية والاستقلالية، وألا تكون جسرا لتمرير خطابات وأشكال تتعارض مع ثوابت الأمة، لأنني أعتقد أن هم الصحافة الالكترونية أكبر من أن تستوعبه نقابة أو رابطة أو جمعية، ومهما اختلفت أو توحدت هذه الأشكال فهي في تناغم استراتيجي. عبد اللطيف سندباد مدير موقع فضاءات تانسيفت