عمق الإضراب الذي دعت إليه أزيد من 19 هيئة ومنظمة نقابية ممثلة للنقل الطرقي أزمة النقل بالعاصمة الاقتصادية، بعد قرار تمديد الاضراب الوطني لليوم الثاني على التوالي، في ظل عجز حافلات نقل المدينة وحافلات النقل الحضري الخاصة، عن سد الفراغ الناجم عن توقف سيارات الأجرة الكبيرة والصغيرة بسبب الإضراب (تصل سيارات الأجرة مابين الصغيرة والكبيرة 350,14 وسيلة نقل بالجهة). فالحافلات تتجاوز أزيد من نقطة توقف في أوقات الذروة بسبب الاكتظاظ، خاصة بالمناطق التي تنفرد بخطوط النقل فيها، مثل سيدي مومن، والحي المحمدي، وسيدي البرنوصي في اتجاه وسط المدينة. وفي السياق ذاته يعيش المواطن البيضاوي محنة أزمة النقل الخانقة، التي خلفها الإضراب، فالشوارع مكتظة بالمواطنين الذين لم يجدوا وسائل النقل تقلهم لقضاء مصالحهم، وأزيد من 100 موقف لسيارات الأجرة بمجموع ولاية الدارالبيضاء شبه فارغ، وهو ما جعل البيضاويين المستائين من الوضع يستعينون بالعربات المجرورة، ويلجؤون إلى خدمات النقل السري. فيما شلت مئات السيارات الكبيرة والصغيرة حركة النقل بالمحطة الطرقية لأولاد زيان، وأسواق الجملة وميناء الدارالبيضاء، على الرغم من تأكيد وزير التجهيزوالنقل كريم غلاب على التدخل لاستئناف الحركة به أول أمس الإثنين لعمله بشكل عادي.وأكدت الهيئات النقابية الممثلة لقطاع النقل الطرقي بالدارالبيضاء، أن الحركة الاحتجاجية أثرت بشكل استثنائي على حركة النقل وعلى النشاط التجاري بالعاصمة الاقتصادية، مشيرة إلى نجاح الإضراب بنسبة تراوحت بين 80 و90 في المائة، على الرغم من تسجيل عدة محاولات لعرقلة عمل بعض سائقي سيارات الأجرة من قبل زملاء لهم أو من قبل بعض المحسوبين على المنظمات النقابية غير المنفذة للإضراب. ومن المتوقع بحسب بلاغ الهيئات النقابية المعنية تمديد الإضراب، باللجوء إلى وسائل نضالية أخرى.. إلى حين الاستجابة لطلب تعليق مدونة السير التي تناقش بمجلس المستشارين، وأخذ التعديلات المقترحة على المشروع بعين الاعتبار.