نجحت نقابات وجمعيات مهنيي النقل في تعبئة السائقين لتنفيذ إضراب وطني في القطاع، أمس الاثنين، دعت إلى خوضه حوالي 39 هيئة مهنية، وجاء كرد فعل على ما اعتبرته النقابات "سلبيات" مشروع مدونة السير، المعروض على مجلس المستشارين للبت فيه .وأشارت جريدة "الصحراء المغربية" إلى أن الإضراب نجح خاصة في قطاع سيارات الأجرة الكبيرة، وبنسبة أقل في الصغيرة، وتوقف السائقون بميناء الدارالبيضاء، فيما كانت الحركة عادية بمحطات الحافلات لنقل المسافرين، وسجلت حالات اعتداء على سائقي سيارات أجرة لم يشاركوا زملاءهم في الإضراب، كما حدث قرب محطة القطار في عين السبع . وتبرأت نقابات وجمعيات مهنية من إضراب أمس، منها جمعية الأمانة للنقل، والجمعية الوطنية للنقل الحديث، والجمعية الوطنية لنقل البضائع بالمدار الحضري وجميع الجهات، والفدرالية العامة للنقل عبر الطرق والموانئ . ووصف بيان للهيئات السالفة الذكر الإضراب بأنه "قرار يتسم بالعفوية"، ولا يعني التمثيليات السالفة الذكر، معتبرة إياه غير مبرر إطلاقا . ومن جهتها، اعتبرت الجامعة المغربية للنقل العمومي الطرقي للأشخاص أن الظرفية غير مناسبة لخوض الإضراب، لتزامنه مع آخر أيام العطلة المدرسية، وعودة المواطنين إلى مقرات سكناهم وعملهم . ولفتت الجامعة انتباه المضربين إلى أن قنوات الحوار لم تستنفد، ومازالت مفتوحة، مؤكدة أن تنقلات المسافرين ستبقى مضمونة عبر وسائل النقل العمومي، بسائر محطات النقل الطرقي . وأكدت جامعة النقل، العضو في الاتحاد العام لمقاولات المغرب، التي تضم 18 هيئة وجمعية وطنية عاملة في قطاع اللوجيستيك والنقل الطرقي للأشخاص والبضائع على الصعيد الحضري والوطني والدولي، أن "الإضراب لا يعنيها، ولا علاقة لها به"، موضحة أن "أغلب النصوص القانونية الحالية أصبحت متجاوزة، لأنها تعود إلى عام 1953، وبالتالي، لم تعد تساير التطور السريع لعالم النقل". واعتبرت المشروع الجديد "يتضمن تدابير متقدمة للوقاية الطرقية، بهدف محاربة انعدام السلامة الطرقية، الذي يخلف عشرات الضحايا يوميا بين قتيل وجريح". وأضاف بيان الجامعة أن مشروع المدونة يسمح بعصرنة المراقبة الطرقية، ويجعلها أكثر فاعلية وشفافة، ويدخل في إطار إعادة تأهيل النظام النقلي، بمختلف أنماطه، وعصرنة مختلف البنيات التحتية الداعمة له، ليواكب القطاع النقلة التنموية الاقتصادية والاجتماعية، التي يعرفها المغرب . وخلص البيان إلى أن جامعة النقل تدعم، من دون تحفظ، مشروع مدونة السير، وترى فيه أداة قوية ومتطورة لتقنين وإعادة تأهيل سوق النقل . وشلت حركة النقل، أمس الاثنين، بمدينة الدارالبيضاء، نتيجة الإضراب، إذ اختفت سيارات الأجرة الكبيرة في جل أحياء المدينة، ولم تستطع حافلات النقل الحضري حل أزمة النقل، إذ لاحظت "المغربية" تكدس المواطنين بمحطات الطاكسيات والحافلات، في انتظار وسيلة نقل تقلهم إلى عملهم.