أفادت معطيات قدمت في لقاء دراسي حول الوضعية الراهنة للسير والجولان بمراكش نظمه أخيرا مركز التنمية لجهة تانسيفت، أن النقل العمومي بالمدينة لا يساهم إلا بنسبة أربعة بالمائة من مجموع التنقلات التي تتم بها، في حين أن 15 بالمائة تتم بالسيارات و21 بالمائة بالدراجات، كما تبين أن نسبة امتلاك السيارات لا تتجاوز 120 عربة خفيفة لكل ألف نسمة، أي بنسبة تتراوح ما بين 50 و 240 حسب الأحياء. وبخصوص نسبة امتلاك الدراجات، تشير هذه الدراسة إلى أنها تناهز 240 دراجة لكل 1000 نسمة، منها 70 دراجة هوائية، وهي نسبة مرتفعة تجعل منها خصوصية مراكشية. ويبلغ عدد الرحلات اليومية التي تقوم بها حافلات النقل الحضري بمراكش حوالي 110 ألف رحلة في اليوم، أي ما يعادل أقل من 40 رحلة لكل مواطن في السنة. وهو رقم جد ضعيف مقارنة مع مدن أخرى كليون الفرنسية التي يبلغ فيها هذا الرقم 200 رحلة سنوية لكل نسمة ولوزان السويسرية التي تصل إلى 300 رحلة في السنة. وتمثل الطاكسيات منافسا كبيرا لحافلات النقل الحضري، فدائما حسب معطيات هذه الدراسة تقوم سيارات الأجرة بالمدينة الحمراء بما يناهز 140 ألف رحلة في اليوم، 60 بالمائة منها يتم بالطاكسيات الصغيرة. وأكدت ورقة مركز التنمية لجهة تانسيفت أن عدد السيارات المتواجدة بمراكش يتجاوز 120 ألف سيار، يضاف إليها سنويا ستة آلاف سيارة جديدة، بزيادة تبلغ 4 في المائة سنويا. والتطور الديمغرافي الهام الذي تعرفه يضاف إليه عدد الزوار الذي يبلغ سنويا خمسة ملايين زائرا ناهيك عن الأجانب المقيمين بها، حيث يصل عدد الفرنسيين الذين يقيمون بمراكش بصفة دائمة مثلا عشرين ألف مقيم، كل ذلك يجعل المدينة في مواجهة تحديات كبيرة ومقلقة في مجال السير والتنقل. وهو الوضع الذي تظهر ملامحه جلية في شوارع مثل الزرقطوني والحسن الثاني وعبد الكريم الخطابي ومحمد الخامس وطريق الدارالبيضاء وطريق أكادير وطريق الدارالبيضاء وطريق آسفي إلى حدود سيدي غانم وطريق تاركة بما تعرفه من اختناق دائم ... هذه التحديات يزداد حجمها إذا ما استحضرنا أنه بعد 15 سنة سيكون عدد السيارات المتواجدة بمراكش 200 ألف سيارة.