وعد السنتيسي، عمدة مدينة سلا يوم السبت 4 أبريل 2009، عبر نشرة المغرب العربي التي تبثها قناة الجزيرة، 270 أسرة من قاطني فنادق سلا، المصنفة تحت الصفر بمختلف مظاهر البؤس والشقاء التي تلونها، والحرمان من أبسط شروط الحياة الكريمة، بالانتظار سنة وستة أشهر للاستفادة من سكن محترم، مشهدا جميع سكان سلا على وعده، وهو وعد لم يجد السنتيسي بدا من قطعه على نفس سواء بوعي أو بدونه، لاسيما بعدما أحرجه مقدم الأخبار بأسئلة لم يكن يجدي معها استعمال أسلوب اللف والدوران الذي أعتاد بعض السياسيين نهجه للهروب إلى الأمام، وتلوين الحقائق الواضح سوادها بلون الربيع الذي نعيش أجواءه هاته الأيام، كما أحرجته، ربما، صور العجوز ذات المائة سنة، والتي ولدت في ذات المكان، وشبت وكبرت وتقوس ظهرها، وأصبحت يدها عاجزة عن التحكم في كأس في مثل عمرها، وهي ما تزال تحلم بالانتقال إلى العيش في مكان كريم، شأنها شأن تلك الشابة التي سالت دموعها خوفا من أن تموت في هذا المكان الكريه الذي شهد موت والديها، إذ يختلط الإنسان مع الحيوان مع الأغراض المهملة.. وإلى حين مرور 18 شهرا، فإن موقف السنتيسي أول أمس، والذي بدا مرتبكا في أول اللقاء بحكم حساسية هاته الأيام التي تسبق الاستحقاقات الانتخابية القادمة، وحساسية الموضوع المثار، يذكرنا بموقف رئيس مقاطعة باب المرسية، الذي أطل هو الآخر عبر القناة نفسها سنة ,2007 بعد قضية أسرة عز الدين ولد بجة، التي ارتبط اسمها بمرحاض سيدي أحمد حاجي بالسوق الكبير بسلا كانت تستوطنه لسنوات، ويحتل عنوانه مساحة في البطاقة الوطنية للزوجين، حيث وعد هو الآخر، بحل مشكلة الأسرة المكونة من خمسة أفراد في أقرب وقت، وتوفير سكن ملائم لها، وتحسين ظروفها.. مرت سنتان، ما يزال هذا الوعد قائما إلى أن يشاء الله، وما تزال هاته الأسرة تعيش معاناتها في صمت، بعدما تخلى جميع المسؤولين ومن ضمنهم لزرق عن وعودهم التي قطعوها على أنفسهم لحظة إثارة القضية لتحسين ظروف هاته الأسرة، التي كانت قد تلقت حينها عرضا من محسن قطري أبدى رغبته في انتشالها من المرحاض، وشراء منزل خاص لها، لكن ضغوطا وتهديدات مورست عليها للتخلي عن هذا العرض بحجة تشويه صورة المغرب...