دعا الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس المنبثقة عن منظمة المؤتمر الإسلامي، إلى اجتماع اللجنة في الأول والثاني من ماي المقبل، بهدف البحث في الخطوات الضرورية للتصدي لسياسات إسرائيل في مدينة القدس الشريف. وتأتي هذه الدعوة لانعقاد لجنة القدس في دورتها العشرين، وسط تزايد الانتهاكات الصهيونية للقدس، وكان الملك محمد السادس قد وجّه في أكتوبر الماضي رسائل إلى رؤساء دول مجلس الأمن وإلى البابا بيندكت السادس يدعوهم فيها إلى التدخل من أجل الضغط على الصهاينة لوقف اعتداءاتهم على القدس والمقدسيين. وكانت آخر دورة للجنة انعقدت في يناير 2002 بمدينة مراكش. وأكد بلاغ صادر عن وزارة الخارجية والتعاون أن الدورة 20 للجنة ستبحث في الخطوات الضرورية التي يتعين اتخاذها من أجل التحرك على الساحة الدولية لحمل إسرائيل على وقف سياساتها اللامشروعة في المدينة المقدسة. وأبرز البلاغ أن لهذه السياسات انعكاسا سلبيا على الأوضاع في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكذلك على مستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط. هذا، وكشفت دراسة فلسطينية حديثة عن وجود 50 مخططاً هيكلياً إسرائيلياً لتهويد مدينة القدس ومحو هويتها العربية في ظل الصمت العربي والإسلامي والدولي. وفي تصريح صحفي لها، قالت الباحثة المقدسية نائلة الوعري التي أعدت الدراسة، إن القدس الكبرى أصبحت تضم أكثر من 48 مستوطنة، تضم مئات الآلاف من المستوطنين الصهاينة، ليشكلوا جيراناً إجباريين من عائلات صهيونية متطرفة، أصبحت تحتل مناطق فلسطينية. وتطرقت إلى مخاطر الاستيطان على عروبة القدس والإجراءات الإسرائيلية الأخيرة بإخلاء المنازل العربية وطرد أهلها. وقالت إن الاحتلال يوظف كل طاقاته وأدواته لخوض حربه الدائرة في القدس، ووصفت ما يجري على أرض القدس بالسطو الإسرائيلي في وضح النهار، على مرأى من العالم العربي والإسلامي من دون أن يحرك ساكناً في اتجاه التصدي. وأضافت أن مشروع الجدار العازل في منطقة القدس بني لمحاصرة وعزل المدينة، تحت اسم القدس الكبرى، واعتبرته مصوغا صهيونيا نهائياً لتهويد القدس. وأوضحت الوعري أنه من الأهداف غير المعلنة لمشروع القدس الكبرى، والتي تقود في نهاية الأمر إلى احتلال القدس في وضح النهار، الهدف الديموغرافي، وهو هدف عنصري، ويفرض وجوداً سكانياً عرقياً، لصالح غالبية يهودية، حتى تصبح القدس يهودية مئة في المائة.