تم يوم الجمعة 3 أبريل 2009 مواراة جثامين 8 أطفال ضحايا سفاح تارودانت الذين تعرضوا للقتل بعد الاعتداء عليهم جنسيا ليتم اكتشاف أمرهم سنة 2004. وأفادت نجاة أنور رئيسة الجمعية ما تقيش ولدي أنه تقرر نقل جثامين الأطفال الثمانية بعد تسلمهم من مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء صباح الخميس 2 أبريل 2009، وأن التسلم والمواراة يتمان بعد اتفاق مع عائلات الضحايا وتقديمهم تنازلا للجمعية المذكورة. وقد تم تسليم الجثامين بحضور شخصيات رياضية وفنية وجمعيات حقوقية وممثلين عن السلطة المحلية. ودعت الجمعية عموم المواطنين في بلاغ لها ، توصلت التجديد بنسخة منه، إلى الحضور بكثافة صباح يومه الجمعة قصد إعطاء الحدث ما يناسبه من إجلال ودعم العائلات معنويا، وكذلك للتذكر أن أطفالا اغتيلوا غدرا وأن الجميع هنا حتى ينددوا بهذا الفعل الشنيع وحتى لا تتكرر هذه المأساة. وقال مصدر من الجمعية إن هذه الأخيرة تنظم يومه الجمعة على الساعة التاسعة صباحا لقاء تواصليا أمام مقبرة تارودانت بين ساكنة تارودانت وعائلات الضحايا، معلنة في الوقت ذاته أنها تقدم تعازيها لكل هذه العائلات في مصابها الجلل. وصرح لحسن أمارير والد أحد الضحايا لـ التجديد في اتصال هاتفي أن مواراة جثامين الأطفال أحيت في نفوس عائلاتهم ذكرى أليمة، مشيرا إلى أن بحثه عن ابنه الذي كان عمره 16 سنة حين تعرض للاعتداء والقتل، جعله عرضة لاستهزاء المسؤولين الذين لم يكونوا يعيروا اهتماما لشكاوى اختفاء الابن إلى أن تم اكتشاف أمر سفاح تارودانت. وقالت والدة ياسين بنعامر (13 سنة) في تصريح هاتفي لـ التجديد: يعجز اللسان عن وصف معاناتي بعد وفاة ابني وأنا التي أعمل في الموقف، وقد حاولت مرارا الحصول على جثمان ابني لكني أمنع من ذلك، وكان آخر المرات قبل حوالي شهرين إذ ذهبت مع رئيسة جمعية ما تقيش ولدي إلى مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء وبلغت تكاليف سيارة نقل الأموات 8000 درهم، ولم نتسلمه بدعوى أنني لم أقدم تنازلا للجمعية للقيام بمواراة الجثمان، والآن بعد أن أعطت كل عائلات الضحايا توكيلا للجمعية تم تسليم جثامين الأطفال الخميس ليتم دفنهم الجمعة ، وسأحضر رغم مرضي فإنني غادرت المستشفى قبل أسبوع، وأمرت بعدم التحرك خارج البيت لكنني لا أستطيع الغياب عن مواراة جثمان ابني إلى مثواه الأخير، ولن أطالب بعد ذلك بشيء تاركة أمري لله ليعوضني خيرا. يذكر أن حادث اعتقال سفاح تارودانت كانت سنة 2004 حيث تم اكتشاف أن جرائمه ضد الأطفال دامت أكثر من 5 سنوات، مشكلة أول حادثة من نوعها بالمغرب، إذ أن الجاني كان يقتل الأطفال بعد الاعتداء عليهم جنسيا إلى أن انكشف أمره ليتم اعتقاله.