برنامج الخيط الأبيض الذي تبثه القناة الثانية في إطار برمجتها الجديدة، يشق طريقه بنجاح إلى المشاهد المغربي، ذلك أن فكرته تقوم على دعم ثقافة الصلح في المجتمع، وهي جزء أصيل من منظومتنا القيمية الإسلامية، والتي برهن هذا البرنامج على فاعليتها وقدرتها على حل كثير من الإشكالات التي يعجز القانون في بعض الأحيان عن معالجتها، أو ربما ساهمت المقاربة القانونية في تعقيدها. لكن، مع نجاح هذا البرنامج في التوسط لحل المشاكل بين المتخاصمين، ومع استعانته ببعض المتخصصين في علم النفس والتربية والاجتماع والقانون، إلا أن الطبيعي، وللأسف هو الغائب، أن يبرز البرنامج المقاربة الدينية في هذا المجال من خلال المضمون والشخصيات المستدعاة للبرنامج، وهو الأمر الذي كان سيعطي نجاحا أكبر له لاعتبار المكانة الرمزية التي تحتلها القيم الدينية وكذا العلماء في ضمير أفراد الشعب المغربي، وهو ما نتمنى أن نستدركه الإعلامية البارزة نسيمة الحر في الحلقات المقبلة.