ما يثير غضبي وحنقي هو كثرة إعادة بث الأفلام والمسلسلات، ولاسيما المسلسلات المكسيكية في أقل من سنة، كانت هذه بالتفصيل هي الكلمات التي صرحت بها (ر.م) وهي ربة بيت وأم لثلاثة أبناء، قاطنة بمدينة سلا، عندما وجهنا إليها السؤال حول القناة الثانية، واستطردت قائلة: أنا شخصيا أتابع القناة الثانية يوميا، وتعجبني العديد من البرامج مثل برنامج تحقيق، والوجه الآخر، ومختفون... كما أنها مصدر جيد بالمقارنة مع القناة الأولى فيما يخص الأخبار الوطنية، إلا أن القناة الأولى لا تعطي للبرامج الدينية والبرامج المتعلقة بالأسرة نفس الحيز الذي تخصصه لبرامج الترفيه والسهرات، ولم يتغير الأمر حتى بعد احتفائها بمرور 20 سنة على انطلاقها. نخبوية ورحبت أسماء هراية، التي تتابع دراستها بجامعة بن طفيل، بسؤالنا عن القناة الثانية، وأبدت تعاونا كبيرا، مما سهل من مأموريتنا في جمع المعطيات حول موضوع تقييم أداء القناة الثانية بعد احتفالها بمرور 20 سنة على انطلاق بثها. وكان لأسماء رأي مختلف عما أوردته وسائل الإعلام مؤخرا عن برنامج الخيط الأبيض، والذي وصفته بكونه برنامجا إنسانيا هادفا، ودعت القائمين عليه إلى العمل على حل جذور المشاكل المطروحة عليهم، عن طريق المختصين الذين تستعين بهم، بدل الاكتفاء بمحاولة تحليل المعطيات، وتفسير الحالات الواردة عليها. وكان الاهتمام واضحا على قسمات وجه أسماء وهي تتحدث عن القناة الأولى وعبرت لنا عن رغبتها في أن يكون للمغرب إعلام جاد، يأخذ بعين الاعتبار أذواق الجميع، ويراعي المجتمع الذي يستهدفه، فأسماء تعتبر أن أغلب المتتبعين لبرامج القناة الأولى هم من عامة الناس البسطاء، ومع ذلك فإن القناة الأولى تخصص حيزا أكبر للبرامج الناطقة باللغة الفرنسية على حساب نظيرتها باللغة العربية، مع أن الانفتاح والتعرف على اللغات الأجنبية الأخرى ليس عيبا، تعقب أسماء على كلامها، إلا أنه يستحسن التركيز على توجه معين لضمان نجاح المنتوج الإعلامي المقدم. وصمتت أسماء أثناء محاورتنا لها لبعض الوقت؛ في محاولة لاستدراك ما غاب عنها بخصوص القناة المعنية، لتستطرد قائلة القناة الثانية بعد احتفالها بمرور 20 سنة على انطلاقها، لم تحاول الاستعانة بوجوه جديدة، لفتح المجال أمام الشباب الطموح، ذلك أن هناك شبه احتكارا للبرامج التي تبث على شاشة القناة الثانية. وعلى نفس المنحى جاءت تصريحات لمياء، التلميذة بشعبة الآداب بالسنة الأولى باكلوريا بمدينة سلا، إذ اعتبرت أن القناة الثانية بعد احتفالها بمرور 20 سنة على الانطلاقة الأولى على بثها؛ لم تأتي بأي جديد: نفس البرامج، ونفس الوجوه، ونفس الديكورات، حتى البرامج الجديدة التي قدمتها مثل سهران معاك الليلة، الذي يدخل ضمن البرامج الفنية، لا يختلف عن باقي البرامج إلا من حيث العنوان، أما من حيث المضمون فلا جديد، الأسئلة التي يتم توجيهها للضيوف، هي نفسها الأسئلة التقليدية المعتادة، ونفس طريقة الحوار. دعم الشباب وتحدث لنا عبد السلام رجل تعليم عندما طلبنا منه الإدلاء بدلوه في مسألة تقييم أداء القناة الثانية، عن وفائه لهذه القناة التي تعمل على تغطية الأحداث الوطنية بكل جدية وبشكل متواصل على حد قوله، وأشاد عبد السلام بالبرامج الشبابية التي تبثها القناة، والتي تهدف إلى دعم واحتضان الشباب. لا مجال للمنافسة أخبرنا (ج.س) طالب بكلية الحقوق عن رأيه في القناة الثانية، والذي يعتبرها بالمقارنة مع باقي القنوات الوطنية ذات مستوى عال جدا، من حيث نوعية تناولها للقضايا الوطنية، بيد أنها حسب جواد لا ترقى إلى منافسة القنوات العربية الأخرى، وغير قادرة على استقطاب المشاهد العربي والمغربي في كثير من الأمور، إذ يفضل المشاهدين تتبع القنوات الأخرى لما تقدمه من برامج هادفة وممتعة في نفس الوقت.