كشفت دراسة جديدة حول حركية العقول المهاجرة في العالم، أن المغرب يعدّ من بين الدول الأكثر تصديرا للطلاب والباحثين والخبراء في ميادين مختلفة نحول الدول الغربية، خاصة نحو أوربا، بنسبة تصل 10% إلى 90%، وأكدت الدراسة التي نشرت مجلة Maniere de Voir(عدد 104) فقرات منها، أن ما أسمته بـالامبريالية الجامعية تكتسح جميع الدول، حتى الأوربية منها، مبرزة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعد مركز الاستقطاب الأكبر للكفاءات المهاجرة. ولم تحدد الدراسة المذكورة عدد الكفاءات المهاجرة من المغرب، وإن كانت قد ذكرت أنه في سنة 2004 هاجر نحو 2,7 مليون طالب من بلدانهم نحو بلد آخر، الأمريكو لاتينيين والآسيويين يهاجرون أساسا نحو الولاياتالمتحدةالأمريكية، فيما يهاجر الطلاب والباحثون الأفارقة نحو بلدان أوربا الغربية خاصة. وعلمت التجديد أن الوزارة المكلفة بالجالية المغربية في الخارج بتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة، كلفتا باحثين اثنين، واحد مغربي والآخر جزائري عن المنظمة، بإعداد دراسة شاملة حول عدد الكفاءات المغربية في الخارج، وكذا حول الكلفة التي يخسرها المغرب نتيجة مغادرة كفاءاته إلى بلدان أخرى بعد الدراسة بالمغرب. وقال محمد الخشاني، باحث في اقتصاد الهجرة، إن ثمة رأسمالية معرفية باتت تكتسح لدول، وتستقطب الكفاءات والخبرات والباحثين، وأكد الخشاني أن ثمة ثلاثة مدارس للمهندسين في المغرب هم: المدرسة المحمدية للمهندسين، والمعهد الوطني للبريد والمواصلات، والمدرسة الوطنية العليا للمعلوميات وتحليل الأنظمة، يتم التربص بالخريجين منهم قصد تسفيرهم خارج المغرب. وأبرز المتحدث نفسه أن المغرب لحد الآن لا يتوفر على عدد الكفاءات المهاجرة، مشيرا إلى أنه في فرنسا، وفي غيرها أيضا، ثمة جمعيات للمهندسين، وللبيولوجيين، وغيرهم من الكفاءات المغربية المهاجرة هناك. وأكد الخشاني أن المغرب يخسر على ثلاث مستويات: منها كلفة التكوين التي صرفتها الدولة على كل باحث يهاجر، واضطرار الدولة لتعويضه إذا هاجر إلى الخارج باستقطاب كفاءة أخرى، ثم ضريبة الانفتاح، ذلك أن المغرب دخل في اتفاقيات للتبادل الحر تتطلب منه عملية تأهيل لمؤسساته الاقتصادية، وهو تأهيل يحتاج إلى المعرفة والخبرة والعلم أساسا. هذا، وتشير إحصاءات غير رسمية إلى أن ما يزيد عن 700 من الباحثين المغاربة يشتغلون مع المركز الوطني للبحث العلمي في فرنسا، وهو رقم عال ضمن فريق البحث بهذا المركز، كما أن هناك 600 طبيب اختاروا الاشتغال خارج المغرب، سواء هاجروا بعد تخرجهم أو فضلوا الاستقرار هناك بعد إنهاء دراستهم، كما أن جمعية المهندسين المغاربة بفرنسا يتجاوز أعضاؤها 200 مهندس، وتشير أرقام إلى أن نسبة المتخرجين من مدارس المهندسين الذين يفضلون الالتحاق بالخارج يتجاوز نسبة 60 في المائة.