ما هي الآليات التي يشتغل بها مكتبكم وماذا حقق؟ مكتب التنمية المشترك هو آلية للرفع من التعاون بهدف التحفيز على إمكانية الاستثمار وإيجاد فرص شغل بجهة تادلة أزيلال، وخاصة المناطق المصدرة للهجرة، ويدخل هذا البرنامج في إطار الحد من الهجرة السرية، واستثمار عائدات المهاجرين، سواء السيولة أو المعرفية، وتكريس تنمية مستدامة. وهذا العمل جاء نتيجة شراكة بين جمعية أفار الإسبانية التي يوجد مقرها بفلانسيا، وجمعية إمرجونس بني ملال عضو شبكة مياج المغرب التي يوجد مقرها ببني ملال.وقام المكتب خلال السنة الماضية بحملات تحسيسية رفقة بعض المؤسسات كالوكالة الوطنية للتشغيل والكفاءات، ثم تكوين عدد من منخرطي التعاونيات أو الراغبين في إحداث تعاونيات إنتاجية بشراكة مع مكتب تنمية التعاون، وقدم الدعم لتعاونيتين ستنضاف إليهما تعاونية إنتاجية أخرى. كما يستهدف هذه السنة ستة ما بين تعاونيات ومبادرات لإحداث مقاولات أو إحداث فرص شغل وفق مجموعة من المعايير حددتها مجموعة العمل، وتنص عليها الاتفاقية المبرمة بين جمعية إمرجونس بني ملال ومنظمة أفار الإسبانية، كما تشتغل الجمعيتان أيضا على برنامج لدعم التمدرس والتكوين المهني في حرف متعددة، وهو ممول من الوكالة الإسبانية للتنمية وشركاء آخرين. ما سبب ضعف الاستثمار في صفوف المهاجرين الشباب؟ من الصعوبات التي تواجهنا في بداية عملنا هي غياب ثقافة إحداث المقاولات؛ خاصة لذا المهاجرين والشباب، هذا إلى جانب العراقيل الإدارية، وغياب انفتاح عدد من مؤسسات الدولة على المجتمع المدني، ثم إن تمويل المشاريع بالمنطقة من قبل الأبناك مايزال خجولا وأغلبها لا يثق في المشاريع المقدمة من قبل حامليها، وتبقى أغلب المشاريع المقدمة كلاسيكية تعتمد على التقليد ويغيب عنها حس الابتكار. فبالرغم أن الجهة لها مؤهلات كبيرة ومتنوعة للاستثمار؛ خاصة في المجال الفلاحي والسياحي والحرف المرتبطة بها والصناعات الفلاحية؛ إلا أن تخوف حاملي المشاريع من الفشل يحد من فرص الاستثمار، أما بالنسبة للتعاونيات فإن المساطير الإدارية والإجراءات القانونية لا تساير التوجه الحالي الذي يعرف العالم والمغرب على وجه الخصوص، هذا إلى جانب ارتفاع نسبة الأمية داخل أوساط المتعاونين. ماهو السبيل لتشجيعهم ؟ كان لابد من العمل في البداية على إحداث بنك للمشاريع وفق خصوصيات جهة تادلا/ أزيلال، مع تيسير الولوج إلى المعلومات الخاصة بالجهة، وهذا ما سنعمل عليه من خلال موقعنا، ثم إن المغرب يسير حاليا في اتجاه استقبال أعداد كبيرة من المهاجرين نتيجة الأزمة العالمية وضعف فرص الشغل بالمهجر، ثم عودة المتقاعدين الذين يريدون إنشاء استثماراتهم بالمغرب، فلا بد من وجود رؤية سهلة وواضحة، وإيجاد الأرضية لتيسير ذلك، والقيام بحملات دعائية داخل أوساط المهاجرين حتى لا تبقى موسمية، مع إشراك المجتمع المدني والخواص في ذلك، ثم تبني دلائل مبسطة لإحداث المشاريع، والتي تكون في متناول الجميع، وتشجيع الدولة على إحداث شبابيك لإنشاء المقاولات خارج المقرات الرسمية، ثم تعزيز آليات التواصل مع المجتمع المدني والقطاع الخاص مسؤول بمكتب التنمية المشتركة ببني ملال