ونحن نحتفي بانطلاق فعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية لهذه السنة (دون أن نغفل الذكرى السادسة لاحتلال العراق)، نتساءل ما حجم موقع القضية الفلسطينيةوالقدس في السينما العربية؟ هل شاهدنا أفلاما روائية عربية متميزة حول المجازر الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني ؟ هل تم الإعلان عن إنتاج أفلام عربية تؤرخ بطريقة فنية لأحداث غزة الأخيرة على غرار الدراما التلفزيونية العربية؟ للأسف لم يتم ذلك باستثناء ما أعلن عنه السيناريست المصري يوسف معاطي أنه سيعدل سيناريو فيلم فرقة ناجي عطا الله لحشر بعض الأحداث المتعلقة بالاحتلال الإسرائيلي. إضافة إلى عمل سينمائي مشترك فلسطيني- فرنسي حول العدوان على غزة كأول عمل روائي حقيقي حول الموضوع. كما يتم إعداد شريط وثائقي يصور مأساة غزة تحت الحصار والقصف الإسرائيلي، للمخرج السوري الشاب نظام نجار الذي يقدم فيلمه كرسالة ماجستير يتقدم بها لجامعته في النرويج. على المستوى العربي اليوم، الأعمال السينمائية حول فلسطين قليلة جدا، إلا ما كان من أفلام محصورة جغرافيا صورت في الثمانينات والتسعينات. وتظل الأفلام الوثائقية والروائية الفلسطينية بسلبياتها وايجابياتها وتحدياتها هي التي تتصدر الواجهة عربيا وهذا طبيعي بحكم أن الفلسطيني هو المعني الأول بقضيته. أما على المستوى المغربي فالمعضلة كبيرة بحيث لا نجد عملا سينمائيا مغربيا انكب على فلسطين إلا بعض الإشارات الطفيفة في بعض الأشرطة خصوصا القصيرة. ومن المغالطة الفكرية أن نعتبر فين ماش أموشي لحسن بنجلون أو وداعا أمهات لمحمد إسماعيل الذي خاب ظنه في المشاركة في الأوسكار، فيلمينلهما علاقة بالقضية الفلسطينية في شيء. وهنا أتساءل كيف لمخرجين عرب يبحثون شمالا وجنوبا عن تمويلات أجنبية لإنتاج أفلام بعيدة عن اهتمامات الشارع العربي ولا يفكرون في استثمارها في أفلام ذات قضايا مصيرية؟ إن غياب مستثمرين حقيقيين في مجال السينما الجادة يعتبر كارثة حقيقية نؤدي ثمنها، في وقت تهدر فيه أموال طائلة في التفاهات. ولهذا إذا كان المخرجين العرب يتذرعون بعدم إيجاد الدعم من مستثمرين أو من دولهم لإنتاج أفلام حول القضايا العربية ، فقد أصبحت الحاجة ملحة لإنشاء صندوق دعم عربي لسينما خاصة بفلسطين موازاة بالدعم الذي يقدم للشعب الفلسطيني.، تكون وظيفته صناعة أفلام عربية وفلسطينية تسلط الضوء على المنظور العربي للقضية الفلسطينية وعلى جرائم الاحتلال وتزييفه للحقائق التاريخية، مع الترويج لهذه الأعمال عربيا ودوليا. و لا ننسى أن الصهيونية العالمية استثمرت و تستثمر السينما في الدعاية لها وللاحتلال الإسرائيلي من خلال إنشاء صندوق خاص بالدعم السينمائي. أخيرا آمل أن يكون الإعلان مؤخرا عن تنظيم مهرجان سينمائي دولي للقدس بغزة والضفة الغربية فرصة لتتحرك الآلة السينمائية العربية اتجاه قضيتنا الأولى.. تحرير فلسطين.