قال عبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية في الخارج إن أوربا سوق دينية كبيرة، كل واحد يطرح فيها بضاعته الدينية في حرية تامة، ولكل فرد الحق في اختيار التوجه الذي يناسبه، وأضاف خلال لقاء مع الصحافة أول أمس السبت أنه في ظل هذه التعددية الدينية الثقافية التي يعيشها المغاربة في العالم فإن ما يخيف ليس طرح الآخر ولكن ضعف طرحنا، وشدد بوصوف على أن المغرب يتوفر على طرح مغري وقوي، فالعقيدة الأشعرية بما تتسم به من مرونة، والمذهب المالكي بما يتوفر عليه من عناصر، سيغري الجميع حتى غير المغاربة ويجذبهم إذا أحسن المغرب تقديمه. وأوضح بوصوف الذي كان يقدم للندوة الدولية التي يعتزم مجلس الجالية المغربية في الخارج تنظيمها نهاية هذا الأسبوع بفاس حول الإطار القانوني للإسلام في أوربا (أوضح) أن الجالية المغربية مستهدفة فعلا من التيارات الأخرى (التشيع، الوهابية، التنصير..)، لكنه أشار إلى وجود عناصر قوة داخل الجالية المغربية تحول دون انجرافها خلف هذه التيارات، داعيا إلى تكثيف الجهود من أجل تنمية الحصانة الدينية للمغاربة في الخارج، وذلك من خلال تقديم نموذج التدين المغربي. وتعليقا على وجود صراع بين ما يسمى بـ الإسلام المغربي والجزائري في أوربا، قال بوصوف إن هذه ظاهرة تفرضها الطروحات السياسية ومآلها الزوال، مشيرا إلى أن 90 في المائة من الناس الذين يدفعون المال لتمويل بناء المساجد هم مغاربة، موضحا أن البقاء سيكون في النهاية لمن يقدم طرحا مغريا يحترم خصوصية وجود الإسلام في البلدان الأوربية، ويجيب على الأسئلة التي تطرح على الإسلام هناك. من جهة أخرى؛ قلل بوصوف من خطورة موضوع التنصير والمنشورات التنصيرية التي توزع على المغاربة في مناطق العبور أثناء رحلة عودتهم إلى المغرب؛ على اعتبار أن المغاربة عاشوا في أوربا في ظروف صعبة ولم يتنصروا، فكيف يمكنهم أن يفعلوا ذلك ببساطة في مناطق العبور. يشار إلى أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية خصصت ميزانية قدرها 40 مليون درهم في إطار قانون المالية لسنة ,2009 وهي تذهب بالكامل كإعانة لفائدة الجمعيات المهتمة بالتأطير الديني للجالية المغربية بالخارج.