كشفت أشغال بناء بحي الشهداء بمقاطعة فاسالمدينة، عن وجود مقابر تضم رفاة يرجح أن تكون لشهداء أحداث 1944 لتواجدها بجوار مقبرة الشهداء، وعاينت التجديد عينات من الرفات تضم جماجم بشرية وعظام متآكلة، بالإضافة إلى العديد من المقابر، واستمرت أشغال البناء التي تنجز تحت رخصة رقم 459/,2008 إلى حدود أول أمس على الرغم من اكتشاف المقابر منذ صبيحة يوم الجمعة، وفي تصريح لـالتجديد نفى رئيس المنطقة الحضرية علمه بالأمر، واعتبر أن رخصة البناء المسلمة غير مسؤول عليها، وتدخل ضمن اختصاصات المجلس الجماعي، من جهة أخرى أكد الاستقلالي عزيز الفلالي، رئيس مقاطعة فاسالمدينة في اتصال هاتفي بالتجديد، أن المشروع قيد البناء بالمنطقة المذكورة يعود للخواص، مؤكدا أنهم حصلوا على رخصة البناء وفق المساطر القانونية، بعدما قاموا بشراء الأرض من مالكها، وأضاف قائلا حتى أكون واضحا، إنهم أناس فاعلون في حزب الاستقلال، يعتزمون تشييد دار للقرآن ومكتبة. سكان الحي عبروا عن امتعاظهم من استمرار أشغال البناء على الرغم من العثور على مقابر تضم بقايا رفات شهداء كما يقولون، واعتبروها إهانة للشهداء من رجال المقاومة وجيش التحرير، بينما يتساءل المواطن الفاسي عن الطريقة التي فوتت بها الأرض المجاورة لمقبرة الشهداء، بعدما تبين أنها تضم مقابر، وهو ما يدل على أنها تندرج ضمن أراضي الحبوس، وما يتطلب ذك من مسطرة قانونية لتفويتها. ويعود تاريخ مقبرة الشهداء إلى حوادث ,1944 وهي الأحداث التي أعقبت تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، إذ شهدت فاس مظاهرات واحتجاجات حاشدة بعد إقدام المستعمر على اعتقال بعض رموز الحركة الوطنية، فاستشهد مئات المواطنين واعتقل الآلاف منهم، ودامت هذه الملحمة البطولية مدة طويلة رغم مؤامرات ومكائد السلطات الاستعمارية.