بداية، ما هي الإضافة النوعية التي سيقدمها المؤتمر السادس لاتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي؟ نقول بأن المجتمع المدني في العالم الإسلامي بدأ يعي ذاته، وبدأ يكبر، وينضح إن صح القول، وبدأ يفهم أنه لا بد أن يتدخل للإسهام في إيجاد حلول للعديد من المشاكل التي تعيش على إيقاعها دول العالم الإسلامي. وأنا أتصور أن المجتمع المدني له عدة إمكانيات في هذا الشأن، لقد أصبح الحديث يروج عن ما يسمى بـ القوة الضاغطة، والقوة الناعمة، والآن بدأ الحديث عن القوة الاقتراحية، والمجتمع المدني مؤهل بامتياز لكي يتحول إلى قوة اقتراحية حقيقية. ومن المفترض في هذا السياق أن تقدم بدائل وتصورات للسياسات العامة في دولها، لكي تخرج من النفق الذي تعيش فيه كثير من هذه السياسات. وأظن أن زيارة اتحاد المنظمات الأهلية إلى دارفور في السودان، وتقديم بعض المقترحات إلى الحكومة السودانية لحل هذا المشكل، أن تكون من هنا البداية. ويمكن القول بأن الإضافة النوعية التي يقدمها المؤتمر، هي هذه القدرة على اقتراح بدائل لشعوبنا ودولنا وحكوماتنا، وهذا مهم جدا. والمؤتمر كما تابعتم جعل محور نقاشه الدعم الفلسطيني، لأنها قضية آنية، والاتحاد سيضيف صوت المجتمع المدني في الموضوع، وهذا صوت ضروري. المؤتمر السادس كما هو معلوم ينظم بالمغرب، ومن بين الأهداف والمهام التي يقوم عليها اتحاد المنظمات الأهلية، أنه يأخذ على عاتقه الإسهام في إيجاد حلول للمشاكل المتعلقة بالعالم الإسلامي، ماذا سيقدم المؤتمر للمغرب في هذا المجال؟ بالنسبة للمغرب، كما تابعت جريدتكم في الندوة الصحفية لافتتاح المؤتمر السادس لاتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي؛ فقد تحدث نائب الأمين العام للاتحاد، على أنه لا بد من إدراج بعض القضايا الشائكة في العالم الإسلامي، ومنها قضية سبتة ومليلية، وقضية الصحراء المغربية، وأنا بالنسبة إلي هذا شيء مهم، أن يسهم إخواننا في العالم الإسلامي، أو نسهم نحن بالأصالة في حل مثل هذه المشاكل العالقة منذ قرون، والمغرب لابد أن يتحرك أبناؤه للمساعدة على تقديم بعض الحلول، وهذه بالنسبة إلينا إضافة مهمة. كيف تتصورون دور مؤسسة المهدي بن عبود للبحوث والدراسات والإعلام، التي هي عضو بالاتحاد، في الدفع بجعل القضايا المغربية في صلب اهتمام هذه المنظمات الأهلية؟ نحن سنتابع أولا المقترحات، وسنحاول تقديم مقترحات عملية في هذا الشأن، عبر مراكز دراسات، لأن المؤسسة كما تعلمون تنتظم مجموعة مراكز بحثية، ومركز البحث في الدراسات التاريخية والدراسات الاستراتيجية، يمكن أن يقدم تصورات عن طريق خبراء نستقدمهم ونسمع لأطروحاتهم، وسنحاول أن نستخلص أفكارا جيدة منها، نقدمها بالطبع لدولتنا ولحكومتنا ولم لا في هذا الموضوع، كما سنقدمها أيضا للاتحاد لبلورتها، ويمكن أن نخرج ببعض التصورات الأفضل لحل المشكلات العالقة، لعلنا نكون قد أسهمنا ببعض الواجب اتجاه وطننا، وهذا هو المقصود، بالنسبة لي أتصور الموضوع بهذا الشكل. إضافة إلى أن فائدة الاتحاد دائما، تكمن في أنها توحد الجهود وتنسقها وتجمع بين الأطراف، وبين تجارب العديد من المنظمات والهيئات في العالم الإسلامي. رئيس مؤسسة المهدي بن عبود للبحوث والدراسات والإعلام