توجه وفد علمي مغربي يضم نخبة من الأطباء والمفكرين والخبراء لحضور المؤتمر العالمي الثامن للمنظمة الإسلامية للعلوم الطبية بالقاهرة، ويوجد ضمن الوفد كل من الدكتور طه عبد الرحمن المفكر والفيلسوف المغربي والدكتور سعد الدين العثماني الطبيب النفساني وعضو لجنة الأخلاقيات الطبية بالدار البيضاء (والأمين العام لحزب العدالة والتنمية). وبدأ السبت 2004-12-11 المؤتمر العالمي الثامن للمنظمة الإسلامية للعلوم الطبية في القاهرة، الذي يناقش وضع مسودة لمشروع إصدار الدستور الإسلامي للأخلاقيات الطبية. وأكد الدكتور أحمد رجائي الجندي الأمين العام المساعد للمنظمة أهمية هذا المؤتمر للعالم الإسلامي قائلا: نحن نقول للعالم بإصدار هذه الوثيقة: إن الإسلام يمكنه أن يقدم الكثير، ليس فقط في العلوم، وإنما في الأخلاقيات التي تتماشى مع تقديم هذه العلوم. وذكر الجندي في حديث لإسلام أون لاين.نت أنه سيكون هناك توصيات خلال جلسات انعقاد المؤتمر بتدريس هذه الوثيقة في كليات الطب بالدول الإسلامية والعمل بها كدستور أساسي للأخلاقيات الطبية في وزارات الصحة والنقابات المهنية. ويقام المؤتمر في الفترة ما بين 14-11 دجنبر 2004 بمقر المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في القاهرة. من جهته قال الدكتور محمد هيثم الخياط كبير مستشاري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط: ستعد هذه الوثيقة أول وثيقة إسلامية للأخلاقيات الطبية يُتفق عليها من الدول الإسلامية. وتبنت المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية الإشراف على المؤتمر بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم (إيسيسكو)، ومجلس المنظمات الدولية للعلوم الطبية (سي آي أو إم إس)، وشبكة عجمان للعلوم والتكنولوجيا. وسيشارك في المؤتمر نخبة متميزة من علماء الأمة الإسلامية والأمم الأخرى في العلوم الطبية وعلماء الشريعة الإسلامية وفقهاء وفلاسفة، منهم الداعية الإسلامي الكبير الدكتور يوسف القرضاوي. مواكبة الجديد في الطب وجاء الاهتمام بإصدار هذا الدستور الإسلامي للأخلاقيات الطبية والعمل عليه منذ أن تبنت المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية إصدار مرجع أخلاقي مستمد من الشريعة الإسلامية، فبادرت عام 1981 بإصدار الوثيقة الإسلامية للأخلاقيات الطبية، وكانت في وقتها حدثا مهما تبنته معظم الهيئات والمنظمات المهتمة في مجال الأخلاقيات الطبية، وتوالت الأيام وظهرت محدثات جديدة لم يكن قد توصل إليها العقل البشري، فكان لا بد من مسايرة الأحداث لتتواءم مع كل ما ينتجه العلم الحديث. من أجل ذلك تقرر انعقاد هذا المؤتمر بعد تشكيل العديد من اللجان لوضع مسودة لمشروع إصدار الدستور الإسلامي للأخلاقيات الطبية. محاور المؤتمر ومن المقرر مناقشة الوثيقة وفقا لمحاور ثلاثة: المحور الأول: العلاقات المهنية بين الطبيب وزميله والمريض والمجتمع حقوقه وواجباته من منظور إسلامي. وقد تم جمع الوثائق التي نشرت في الدول العربية والإسلامية، وبعض الوثائق الدولية المهمة التي صدرت في هذا المجال من الجهات المهتمة، مثل مجلس المنظمات الدولية للعلوم الطبية، واليونسكو، والجمعية الطبية الأمريكية، والجمعية الطبية البريطانية، وتم ترجمتها إلى العربية، بالإضافة إلى الوثيقة التي أصدرتها المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية، وشكلت لجنة من معظم دول الخليج وبعض الدول العربية من بعض الأساتذة المهتمين بالموضوع، وتم انعقاد اجتماع لمدة 3 أيام بالكويت لمناقشة هذه الوثيقة. المحور الثاني: الأبحاث على الإنسان- متطلباتها، شروط إجرائها، أهميتها وكيف نحمي الإنسان من عواقبها؟ وفي هذا المجال ظهرت الوثيقة العالمية للأبحاث الطبية على الإنسان واعتمدتها اللجان المختلفة، حيث تم ترجمتها إلى العربية، وأرسلت للدكتور نزيه حماد دكتور الفقه الإسلامي للاطلاع عليها ودراستها ووضع التصور الفقهي الإسلامي لكل ما جاء فيها. المحور الثالث: المحدثات الطبية الجديدة والرأي الإسلامي فيها.