بلغت مساحة الأراضي الفلاحية المتضررة جراء الفيضانات في الغرب نحو 80 ألف هكتار، مما ألحق أضرارا كلية بالمحاصيل الزراعية، وكذا أضرارا جزئية بالمواشي لساكنة المنطقة. لم تقدر بعد قيمة الخسائر الحقيقية التي خلفتها على المنطقة ومنكوبيها من الأسر والعائلات. ودرءا لأي خطر أو لتفشي المرض؛ تباشر وزارة الفلاحة والصيد البحري، منذ الأسبوع الماضي، حملة لتلقيح المواشي شملت لحد الآن 27,211 رأسا من الأغنام؛ ضمن برنامج شامل يهم 150 ألف رأس، مع توزيع الأعلاف بصفة مجانية لفائدة 3652 من مربي المواضي المتضررين من آثار الفيضانات، بلغت 40000 قنطار من الشعير. كما زودت الوزارة ذاتها قطاع التعاونيات نحو 40,000 قنطار من العلف المركب والمدعم من لدن الدولة. وسجلت مصالح وزارة الداخلية أن حصيلة الأضرار التي لحقت بالمنازل؛ بلغ حجمها نحو 4000 منزل طيني انهارت كليا وجزئيا. لا يعرف لحد الآن كيف ستتصرف الدولة والجماعات المحلية من أجل مساعدة الأسر المنكوبة في إعادة بناء منازلها؛ وفقا لمعايير التعمير الكفيلة بحمايتها من مخاطر الفيضانات مستقبلا. وكانت مصالح الدولة هناك قد عملت على إجلاء نحو 10 آلاف مواطن، والتكفل بإيوائهم في 66 مركزا للاستقبال، مع توزيع ما يناهز 800 خيمة، و10 آلاف غطاء، و4000 وحدة من الأفرشة، وكميات مهمة من الألبسة، إضافة إلى الحصص الغذائية التي تجاوزت 23 ألف وحدة، استفادت منها نحو 15 ألف أسرة. غير أن ذلك لم يمنع من إثارة سخط واحتجاجات المتضررين. انتهى الأمر ببعضهم إلى الحكم على بعضهم بالسجن لمدد تتراوح بين شهرين و10 أشهر. وبالرغم من المجهودات المبذولة، فإن التقديرات النهائية للأضرار والخسائر لم تحسم بعد، بل لا زالت بعض المناطق مغمورة بالمياه لحد الآن، الأمر الذي يؤخر أي عملية موضوعية لتقييم الأضرار الناجمة عن هذه الفيضانات.