صنف اليونسكو تجربة المغرب في الحفاظ على اللغة الأم ضمن التجارب الرائدة، والتي يجب أن تؤخذ مثالا نموذجيا لباقي الدول الأخرى. وصرح أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أن لقاء اليونسكو خلال الفترة ما بين 19 و21 فبراير الذي أقيم إحياء للغات الأم عبر العالم، أشاد بتجربة المغرب، واعتبر تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية من المبادرات النموذجين والنادرة التي يمكن لأي دولة أن تتخذها حفاظا على لغتها الأم ودعما للنهوض بثقافة الشعوب الأصيلة. كما اعتبر اليونسكو حسب بوكوس أن جهود المغرب من أجل تحويل الأمازيغية من تراث شفوي إلى تراث مكتوب أسهم إلى حد كبير في النهوض بهذه الثقافة، كما اعتبر المصدر نفسه أن إدماج الأمازيغية في المنظومة التربوية أسهم إلى حد كبير في إغناء التراث المغربي، وجعل المغرب من الدول الرائدة في مجال العناية باللغة الأم. وحسب تقرير اليونسكو فإن حوالي 50 في المائة من اللغات الأم عبر العالم انقرضت من بين 6000 إلى 6500 لغة عبر العالم، وحسب تقرير اليونسكو فإن مسؤولية انقراض هذه اللغات تقع على عاتق الدول التي لا تقدم أي دعم للغاتها الأصيلة. وفي نفس السياق دق اليونسكو ناقوس الخطر الذي يهدد عددا كبيرا من اللغات الأم عبر العالم، ودعا الدول إلى العمل على حمايتها وتحويلها من تراث شفوي إلى كتابي من أجل ضمان استمراريتها. كما كشف تقرير اليونسكو أن اللغة العربية تحتل المرتبة السادسة ضمن اللغات المتداولة عبر العالم بعد اللغة الصينية والإنجليزية والهندية والإسبانية والروسية وقبل الفرنسية، غير أن العربية حسب الخبراء العرب ما زالت تجد نفسها محاصرة داخل الوطن العربي نفسه ببعض اللغات الأجنبية التي ينقل من خلالها العلم والثقافة، وجانب من مواد التدريس، وبها تتكلم وسائط الإعلام بمعناها الواسع وتقنيات التواصل بمختلف أنواعها وأشكالها. ولا اللغة العربية من حيث الاستخدام في شبكة الأنترنت إلا 4,0 في المائة من مجموع اللغات الحاضرة على هذه الشبكة مقابل 47 بالمائة للإنجليزية و9 بالمائة للصينية و8 بالمائة لليابانية و6 في المائة للألمانية و4 في المائة لكل من الإسبانية والفرنسية و3 في المائة للإيطالية و2 في المائة للبرتغالية والروسية، مما يعني أن لغة الضاد شبه غائبة عن هذا العالم الفسيح الذي يمثله الأنترنت حسب تقرير خبراء اللغة العربية. سميرة أيت امحند